قصة سوزان تميم ...من الوريد الى الوريد
فنانة من الصف الاول .. ونجمة قضايا من الطراز الاول في حياتها ومماتها
فنانة من الصف الاول .. ونجمة قضايا من الطراز الاول في حياتها ومماتها
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
اعداد: فيفيان الخولي
امراة بين رجلين
بداية مشاكل سوزان تميم مع أزواجها كانت عندما تم التعارف بينها وبين المنتج عادل معتوق في العام 2000 حين طلب منه المخرج سيمون أسمر ان يهتم بها ويدعمها فنيا حيث كان اللقاء الأول لهما في فرنسا حيث يدير عادل معتوق عدة مشاريع هناك وتمّ توقيع عقد مدته 15 سنة ويقضي بعدم تعاملها خلال هذه الفترة مع أي شركة أخرى وأن يكون انتاجها حصريا للشركة التي يمتلكها .
بعد طلاق سوزان تميم من زوجها الأول علي مزنر، تزوجت من عادل معتوق وبعد حوالي 8 أشهر بدأت الخلافات بينهما. واشتعل الموقف وزادت حدة المشاكل، فقد سافرت سوزان الى مصر على الرغم من حصول الزوج على قرار يمنع سفرها. وقيل يومها انه تم تهربيها من لبنان بطريقة اثارت الشكوك حولها ودخلت الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية وانقطعت الاتصالات بين الزوجين حتى كانت الفترة التي بدأت فيها سوزان تتحدث عن زواجها. فقد كانت تعلن أحيانا انها متزوجة من عادل معتوق ثم تعود لتؤكد انها غير متزوجة منه، الأمر الذي اعتبره معتوق تشهيرا في حقه، فقرر اتخاذ الاجراءات القانونية عبر محاميه الخاص بالاضافة لاجراءات قانونية أخرى عبر محامي شركته على أساس إخلال سوزان بالعقد المبرم بينهما وهي الشركة التي تملك حقوق نقل وتسويق كل أعمالها وحفلاتها في الشرق الأوسط والدول الأوروبية. وحصل الزوج على حكم يؤكد الزواج وبمجرد علم سوزان بذلك سارعت لتقديم طعن في حكم زواجها من معتوق مؤكدة عدم صحة توقيعها وطالبت بوجوب رد الدعوى لبطلان عقد الزواج المزعوم بطلانا مطلقا لمخالفة المادة 13 من قانون حقوق العائلة في لبنان لأنه يمنع على امرأة ما زالت على ذمة الغير أن تعقد زواجا ثانيا حيث أكّدت سوزان انها كانت في هذه الفترة مازالت على ذمة زوجها الأول علي مزنر في حين إن عادل معتوق قدّم قسيمة الزواج المؤرخة بتاريخ 31 تموز 2002 وحكم طلاقها من زوجها الأول كانت بتاريخ 27 آذار 2003 وليس 5 شباط 2002 وبعد عدة جلسات انتهت المحكمة الى أن وقوع طلاق سوزان تميم من زوجها الاول كانت بتاريخ 5 شباط 2002 وتاريخ زواجها من عادل معتوق كان في 31 تموز 2002 وقامت سوزان بالطعن في هذا الحكم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد كانت هناك دعوى قضائية تقدم بها عادل ضد سوزان يتهمها قبل سفرها الى مصر بسرقة مبلغ 230 ألف دولار من الخزينة الموجودة في منزل الزوجية. وبعد عدة دعاوي قضائية متبادلة نجح الزوج في الحصول على قرار من المحكمة بإيقافها عن الغناء في كل المحطات التلفزيونية الفضائية والاذاعية بالاضافة لحكم طاعة تحت رقم أساسي 211-2003 إلا أن سوزان تميم استأنفت الحكم.
اتهام بمحاولة قتل عادل معتوق
لم تنتهي صراعات سوزان تميم مع عادل معتوق فقد تقدم بدعوة ضدها اتهمها فيها بمحاولة قتله.»تسلّم قاضي التحقيق في جبل لبنان فادي صوان يوم الاربعاء بتاريخ 16 كانون الأول 2004، ملف محاولة قتل متعهد الحفلات عادل معتوق، زوج المطربة سوزان تميم، بإطلاق النار عليه أثناء مروره بسيارته على أوتوستراد انطلياس قبل نحو شهرين.
كان معتوق تقدم بادعاء أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان أوضح خلاله أنه وفيما كان ماراً بسيارته على أوتوستراد انطلياس تجاوزته سيارة و»أمطرته بوابل من الرصاص«بشكل مباشر واخترقت رصاصتان زجاج سيارته واستقرتا في المقود فيما لامست ثالثة قميصه ونجا منها.
وأفادت مصادر معنية ان معتوق يشك بتورط زوجته ووالدتها بتدبير محاولة القتل نتيجة النزاعات القضائية بينهما، مشيراً الى أنه ليس لديه أي أعداء، لا سيما وأن تميم تقدمت قبيل الحادثة بشكوى ضده في مصر بجرم تهديدها وأوقف لمدة يومين وأفرج عنه لعدم علاقته بالموضوع.
يذكر أن مذكرة جلب أصدرها مكتب انتربول بيروت بحق تميم لاستردادها من مصر لكونها ملاحقة بجرم سرقة أموال ومجوهرات معتوق ولم يتم تنفيذها بعد.
ثمن الشهرة
لقيت سوزان مصرعها في دبي عندما عثر عليها مقتولة في شقتها في 28 تموز 2008 بعد أن عاجلها القاتل بمجرد دخوله باب الشقة بسكين على رقبتها، ونفى القائد العام لشرطة دبي في مؤتمر صحفي لاحقاً في 10 آب ما تردد في وسائل إعلامية عن التمثيل بالجثة أو قطع رقبتها أو طعنها عدة طعنات. وكانت وسائل إعلام ومواقع على الإنترنت ذكرت أنها توفيت إثر تلقيها عدة طعنات بالسكين، وإن جثتها قد تم التمثيل بها. كما أكدت عائلتها خلال التشييع أن جثتها غير مشوهة وأن وجهها سليم ودعت إلى عدم تصديق أي من الإشاعات الصادرة من كل الأطراف. وقد قامت شرطة دبي بالتحقيق في الجريمة.
علماً أنها قد سبق لها أن تقدمت ببلاغ لدى الشرطة المصرية تتهم فيه عادل معتوق بتهديدها. بحسب مصدر أمني إماراتي فانها قد أقامت في دبي بمنطقة المارينا منذ 5 أشهر بعد أن اشترت شقة في أحد الأبراج السكنية الفخمة في الصفوح بالجميرا.
من ناحية أخرى طلبت الحكومة اللبنانية من الإنتربول في دبي المشاركة في التحقيقات وتبادل المعلومات بخصوص مقتلها. ويتابع قضيتها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووزير العدل إبراهيم نجار.
وبحسب صحيفة غلف نيوز الإماراتية فقد صرح مصفف الشعر الخاص بها في بيروت إنها أرادت ترك الغناء والتوجه لإكمال دراستها في جامعة القاهرة. كما أكد الأمر أيضا أحد أصدقائها المقربين.
خلا تشييعها من الحضور الرسمي والنقابي
شيع جثمانها من جامع الخاشقجي بعد وصوله إلى بيروت من دبي في 4 آب 2008 ووريت في جبانة في بيروت في محلة قصقص، وقد خلا تشييعها من الحضور الرسمي والنقابي، وإقتصر على ذويها، كما حضر من الوسط الفني فقط الفنان معين شريف والممثل والمخرج باسم مغنية إضافة إلى مصفف الشعر جو رعد. ولم تحضر أي شخصية فنية أخرى.
حين تكلّم المال... كثُر المتّهمون فبيعت الحقيقة وبقيت الضحية واحدة »سوزان تميم«
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
جاء في مؤتمر صحفي لشرطة دبي في 11 آب 2008 أن القاتل الذي تم تصويره من قبل كاميرات أمن البرج السكني في منطقة المارينا بدبي قد تم القبض عليه في بلد عربي، ومن جهة أخرى ألقت الشرطة المصرية القبض على محسن السكري، والذي يشغل وظيفة ضابط أمن مدني في أحد الفنادق، والذي اعترف بتقاضيه مبلغ كبير ليقوم بقتلها، حيث ذكرت صحف إماراتية أن مشتبها بهما وصلا دبي قبل يومين من مقتلها وغادرا بعد مقتلها بساعات. ويشرف النائب العام المصري على التحقيقات الجارية.
وجه الإدعاء العام المصري تهما رسمية ضد رجل الأمن محسن السكري بقتلها مقابل مليوني دولار قبضها من هشام طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى للاستثمارات العقارية، وتمت إحالتهما إلى محكمة الجنايات ورفع الحصانة عن هشام مصطفى كونه عضو في مجلس الشورى المصري.
وجاء في نص الاتهام الرسمي إن هشام طلعت مصطفى شارك من خلال تحريض واتفاق ومساعدة المتهم الأول محسن السكري في قتل الضحية ثأراً. وأضاف »الإدعاء في منطوق النص إن مصطفى قدم للسكري معلومات خاصة وأموال ضرورية للتخطيط للجريمة وتنفيذها« وقد حكمت المحكمة على المتهمين يوم 21 أيار 2009 بإحالة أوراقهم لمفتي الديار المصرية تمهيداً لإعدامهم. و قد قام محامو المتهمين برفع دعوى نقض للحكم وتمّ تأجيله حتى شهر آذار من العام 2010.
وفي الرابع من آذار2010 قررت محكمة النقض المصرية إعادة محاكمة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري ، وقدّم الدفاع 41 سببا للطعن في أحكام الإعدام الصادرة ، ومن المرجح أن تستغرق إعادة محاكمة مصطفى والسكري ما يقرب من عامين.
»ماحدا بيقدر يكون مبسوط امام الموت«
تباينت ردود افعال افراد اسرة الفنانة البنانية الراحلة سوزان تميم على الحكم باعدام المتهمين بقتلها محسن السكرى وهشام طلعت مصطفى. تحدث نجيب ليان محامى عائلة سوزان تميم ، مؤكدا ان العائلة لم تكن تشعر بأي قلق ولكنها كانت تؤمن بالقضاء المصري وبهذه المحكمة وبأن دم سوزان لن يذهب هدراً.
اضاف : عبد الستار تميم ليس ممنوعا من دخول مصر ،ولا توجد عليه اى مراجعات امنية مع السلطات المصرية ، وانا كنت اعمل على القضية مع محامى زميل فى مصر. »ماحدا بيقدر يكون مبسوط امام الموت« مهما كان شكله وانا حضرت الحكم فى منزل سوزان تميم ومع اسرتها ومنهم من كان يصلي ومنهم من كان يبكى او يخبط راسه بالحائط او يقول الله اكبر ، ردات فعل مختلفة.
لم يلمس شعرة من رأسها
اضاف : كانت قناعتي راسخة بان هشام والسكرى سيحكم عليهم بالادانة وان السكرى سينال الاعدام. وعن التعويض قال :آخر نقطة انا مكلف بها هى الماديات لكن خلينا ننتظر حتى 25 تموز والمسار الطبيعي في كل قضية جنائية ان يطالب بتعويضات لكن هذه ليست المسألة الاهم بالنسبة للعائلة.
اضاف : »كان هشام طلعت يضطهد سوزان تميم ولاحقها وصفع والدتها وطردها وهناك عدة وقائع ثابتة فى الشهادات المقدمة وهناك نص لتسجيل صوتي بين سوزان وأحد العاملين مع هشام طلعت مصطفى يدعى عبد الخالق خوجة، وتحدثت فيه وهي تبكي مما تتعرض له من تهديدات من جانب هشام، وسلمت سوزان التسجيل لوالدها لاستخدامه في حال تعرضت لمكروه«. ونفى انه كان يعتقد ببراءة هشام وشدد على انه يحمد الله على الامساك به. قالت فيه انها لم تمنح نفسها لهشام طلعت مصطفى وانه لم يلمس شعرة من رأسها وانه يطاردها لهذا السبب وهذا التسجيل كانت ارسلته سوزان الى والدها وضمه الوالد ضمن مرفقات القضية والتسجيل يؤكد وجود توتر فى العلاقة.
وأكّد: »هشام طلعت لم يحرض فقط على الحكم ولكن شارك فى اعمال اعداد الجريمة وكان هو والسكري يؤلفان جسما واحدا ولو احدهما اتخذ قرار بعدم الاستمرار لما ارتكبت الجريمة وهذا برأيي »اللي خلّى المحكمة تأخذ بوجهة نظرنا«.
بين البيع والشراء
اعترف عبدالستار تميم ، أن عادل معتوق باع ابنته لهشام مقابل مبلغ مليون ومائتي ألف دولار مقابل طلاقه لسوزان تميم. وأضاف إنه يمتلك مستند يثبت صحة تلك المعلومات وصورة الشيك يحتفظ بها عنده.
حول البيان الذي أصدره زوج المطربة الراحلة عادل معتوق وطالب فيه بإعدام والدها لأنه السبب فيما حدث لها لعلاقته بهشام طلعت مصطفى، كذّب والد سوزان العديد من المعلومات التي جاءت في بيان عادل معتوق متهما إياه بالكذب والتزوير والتزييف، وقال إن عادل مختل عقليا وإن كان هشام قتل ابنته مرة فعادل معتوق قتلها ألف مرة .
عن أسباب منعه من دخول مصر قال إنه فوجئ بالقرار، كما نفى دخوله لمصر ومقابلته لهشام طلعت وعقده صفقة معه كما جاء في بيان عادل معتوق، وطلب من رئيس الجمهورية أن يسمح له بدخول مصر.
مليون و200 ألف دولار ثمناً لنهاية مشاكل سوزان تميم أم أجراً لنهاية حياتها ؟
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
استبعد عبد الستار تميم -والد المطربة اللبنانية القتيلة سوزان-أن يكون الملياردير المصري هشام طلعت مصطفى قام بقتل ابنته، مشيرا إلى أن هشام طلب منه يد سوزان وأنه التقى به في فندق »الفورسيزين« في القاهرة إلا أن ابنته رفضت الزواج منه بحجة أنها ما زالت على ذمة معتوق، وأن عدتها لم تنته.
وأوضح أن ابنته أرجعت رفضها أيضا إلى أن هشام طلعت متزوج ولديه أبناء، ورفض طلبها بتطليق زوجته، وهو ما أدى إلى نشوب خلافات بينهما بسبب كذبه عليها وإدعائه تركه لزوجته.
استدعت السلطات الإماراتية في اليوم الرابع لارتكاب جريمة مقتل سوزان تميم والدها عبد الستار ومُثل أمام سلطات التحقيق الإماراتية بعد حصوله على تأشيرة لاستكمال التحقيقات.
قال عبد الستار أن ابنته أقامت في مصر لمدة تجاوزت السنوات الأربع وإن سبب خروجها من لبنان كان خلافها مع رجل الأعمال اللبناني عادل معتوق الذي سافر إليها في مصر وحدثت بينهما مشادات انتهت في مراكز الشرطة.
أشار عبد الستار إلى أن رجل الأعمال المصري هشام مصطفى ساعد ابنته في حل كافة مشاكلها مع معتوق، حيث نسق مع المحامية كلارا الرميلي ومنحها شيكا ماليا بمبلغ مليون و200 ألف دولار لصالح معتوق للحصول على المخالصة القضائية منه وإسقاط كافة الدعاوي وحصولها على الطلاق.
أضاف عبد الستار أن ابنته غادرت مصر إلى لندن وأنه حاول إعادتها إلى مصر في إطار وساطته للإصلاح بينها وبين رجل الأعمال المصري والموافقة على طلب الأخير بالعودة إلى مصر، وحاول هشام أن يرسل طائرة خاصة لتعيدها إلا أن الظروف شاءت ألا تسافر الطائرة.
تابع قائلا »وعادت سوزان بنفسها إلى مصر إلا أن سلطات المطار رفضت دخولها بسبب قرار من النائب العام بمنعها من دخول البلاد، وعادت إلى لندن مرة أخرى، حيث دخلت مستشفى أمراض نفسية وعصبية وامتنعت عن الرد على مكالماته الهاتفية وغيّرت أرقام هواتفها وعنوان سكنها في بريطانيا، وأنها تعرضت بعد ذلك لإزعاجات كثيرة وتهديدات في لندن وقدّمت شكاوى ضد هشام أمام مراكز الشرطة.
محاولات مموّهة
لفت عبد الستار تميم -في أقواله أمام المحققين- عن أنه اضطر إلى السفر إلى لندن بصحبة طارق طلعت مصطفى شقيق رجل الأعمال لتصفية الخلافات بين هشام وسوزان لكنها رفضت مقابلتهما وأبلغتهما أنها قطعت علاقتها تماما بهشام وترفض أي حديث في هذا الموضوع، »وهو ما حدا بنا إلى العودة لمصر مرة أخرى، لكن هشام لم ييأس فأرسل والدتها ثريا بصحبة المحامية كلارا لإصلاح العلاقة إلا أنهما أخفقا أيضا«.
قال إن هشام كان يتابعها في لندن وكان يخبره بعناوين الأماكن التي تسكن فيها وعلاقتها مع رياض العزاوي، كما أبلغه أيضا بأن العزاوي مسجل خطر في لندن وأن ابنته اشترت شقة في دبي، مؤكدا أنه يستطيع أن يحضر له نسخة من عقد تلك الشقة.
كانت محكمة جنايات القاهرة قررت في الـ18 من تشرين الأول تأجيل النظر في قضية مقتل المطربة اللبنانية، والمتهم فيها طلعت مصطفى ومحسن السكري ضابط الشرطة السابق ومسؤول الأمن في أحد الفنادق إلى يوم الـ15 من تشرين الثاني المقبل.
الجدير بالذكر، أنّ هشام طلعت مصطفى -المحتجز داخل سجن مزرعة طرة منذ أيلول بعد خضوعه للتحقيق أمام المكتب الفني للنائب العام- يواجه تهمة تحريض ضابط الشرطة السابق محسن السكري على قتل المطربة اللبنانية مقابل مبلغ مليوني دولار.
ضاعت الحقيقة
عن التصريحات التي صرح بها المحامي البريطاني ميرس اسكنداري آخر محام لسوزان تميم بأنها كانت على خلاف مع والدها قبل رحيلها وذلك لمساندته لهشام طلعت ودعمه بالعديد من المستندات ضدها، نفى عبدالستار تميم ذلك مؤكدا إنه كان يقف مع رغبات ابنته وإنه ترك لها الخيار وطالبها بإنهاء مشاكلها مع عادل معتوق.
وحول علاقة سوزان بهشام طلعت قال إنها بدأت منذ عدة أعوام ولم تكن المقابلة في العمرة التي دعاهم إليها هشام طلعت المرة الأولى للتعارف، وقال إن طارق طلعت مصطفى الأخ الأكبر لهشام طلب خطبة ابنته سوزان لهشام، وأضاف إنه قد بين لهم أن هناك مشاكل مع زوجها عادل معتوق، وعلى حد قوله قال إن أسرة طلعت مصطفى قد تكفلت بحل تلك المشاكل.
كما تحدث تميم حول الزواج الأول لابنته من شخص يدعى »علي مزنر« والذي منعها من السفر من لبنان إلى أنها استطاعت أن تسافر إلى فرنسا وتعمل عند عادل معتوق في ملهاه. وأكد أن زواج ابنته من عادل معتوق باطل وقد تم بالتزوير وهي على ذمة رجل آخر.
الثكلى تتحدّث
في غضون ذلك، أكدت ثريا الظريف والدة المطربة اللبنانية القتيلة سوزان تميم ، ان ابنتها عاشت حالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة بسبب الضغوط التي مارسها ضدها هشام طلعت ، ومطاردته لها بصفة مستمرة، مما اضطرها الى ترك القاهرة والهروب الى لندن.
قالت الظريف في تحقيقات النيابة التي أجريت مع أسرة سوزان في لبنان وتسلمها المكتب الفني للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام المصري، ان الخلافات اشتدت بين ابنتها ورجل الأعمال المحجوز حاليا ، خاصة بعد محاصرته لها ومطالبته بقطع جميع علاقاتها والاستقرار في القاهرة وعدم السفر الى أي دولة.
»قتلها أبوها مرّات وتاجر بها حين كانت على قيد الحياة واليوم يتاجر بدمها «
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
لم تترك سوى الديون
وصف عادل معتوق قرار محكمة الجنايات في القاهرة بإحالة هشام طلعت ومحسن السكرى إلى المفتى بالقرار»القاسي والعادل« وأنه ليس شامتا بأحد لأن لا أحد يشمت فى الموت حتى لو ممن قتل. قال معتوق أنه تألم لوصول الأمور إلى هذه الدرجة لكن الحكم جاء عادلا جدا، وقال»وعلى الذي قام بهذه الجريمة أن يتحمل حكم العدالة«.
وعن الصراع على ميراث سوزان تميم قال» لا أنتظر ميراث زوجتى وهذا الموضوع لا يهمني لأن أعمالي أكثر من ممتازة، والكلام في هذا الموضوع يحرجنى كثيرا«، مشيرا إلى أن سوزان لم تترك شيئا غير الديون والاقساط حتى الشقة التي اشترتها ما زالت عليها أقساط لأنها لم تسدد ثمنها كاملا، والحمد لله مشروعاتي تكفيني ولا أطلب أكثر من العدالة«. أضاف أنه لم يسمح لأي من محاميه أن يتحدث للصحافة باستثناء المحامي وليد الأبرش، أما المحامين الذين تناولوا القضية في مصر بزعم أنهم محاموه»فجميعهم كذبوا وانتحلوا صفة غير صحيحة«.
دور البريء
أشارعادل معتوق إلى أن كل الإشاعات التي روّجها عبد الستار تميم أمام وسائل الإعلام كان وراءها فقط مردود مادي لأنه تاجر بابنته حين كانت على قيد الحياة والآن يتاجر بدمها بعد موتها.
أشار إلى أن عبد الستار تميم نفى زواجه من سوزان ، لتحقيق مكاسب مادية ،حيث سينفرد وقتها بالمفاوضات مع محامي هشام طلعت لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية.
كما اتهم عادل معتوق والد سوزان بأنه كان يأخذ ابنته لتحيي حفلات خاصة للأثرياء العرب مقابل مبالغ مادية كبيرة ،وأن عادل معتوق اكتشف ذلك في إحدى المرّات، فغضب بشدة وذهب إلى سوزان قبل أن تستعد للذهاب للحفل وصفعها على وجهها وأسال منه الدماء.
كما عرض وثيقة زواجه من سوزان تميم ،ولقد احتوت تلك الوثيقة شرطا طالبت به تميم وهو إلزام عادل معتوق بعدم الزواج من أخرى.
برّر عادل معتوق هذا الشرط بأن سوزان تميم كانت تحبّه بشدة ،أنها كانت تغار عليه غيرة غير طبيعية ،وأن هذه الغيرة دفعتها لأن تحاول الانتحار أكثر من مرة.
الحب والغيرة
لقد حكى عادل معتوق عن محاولات انتحار سوزان تميم ،وأشار إلى أنه في إحدى المرات حدثت مشادة بسيطة بينهما ، حيث كان مسافرا إلى بلد آخر ،وفوجيء برسائل من الشرطة تخبره بأن سوزان تميم تناولت أدوية منومة بكميات كبيرة في محاولة للانتحار، وذلك بعد أن كان قد أخبرها قبل سفره بأنه يريد الانفصال عنها.
كما أشار إلى محاولة انتحار أخرى قامت بها قبل زواجها منه، وذلك بعد حادثة تسبب بها والدها،حيث تدخل بشكل ما ،وفرض شروط مادية مبالغ فيها،مما جعله يقرر الانفصال عنها ،ولكنه فوجيء بعد ذلك بعدة أيام أن والدتها تخبره أن سوزان في المستشفى بحالة صعبة ،وحينما رفض عادل الذهاب إلى سوزان ،جاء والدها إليه وتوسل وبكي من أجل أن يتزوجها.
من هم القتلة الحقيقيون؟
أكد عادل معتوق أن سبب مأساة سوزان تميم أنها عاشت مفتقدة للأمان ،وأنها كانت تعاني من مشاكل نفسية كبيرة حتى أنها طردت أمها من المنزل وقطعت علاقتها بها واتهمتها بأنها السبب في انفصالها عن زوجها عادل معتوق.
أكد عادل أن القاتل الحقيقي لسوزان تميم ليس هشام طلعت مصطفى ولا محسن السكري ،ولكن القتلة الحقيقيين هما أبوها وأمها إذ قتلوها مرات عديدة ،وانهما أساءا لها كثيرا واستغلاها باستمرار،فالأب رجل مادي له سوابق بالقضاء والأجهزة الأمنية .
اتهم عادل معتوق والدها بأنه كان يعمل في السفارة الإيطالية وأنه كان يستغل وظيفته في أعمال غير مشروعة مما دفع السفارة إلى فصله ، كما اتهمه بأنه يمارس السحر والشعوذة ،وان عبد الستار تميم تزوج خادمته لينقذ نفسه من الوقوف بين يدي القضاء.
دليل غارق
نفى عادل معتوق اتهامات عبد الستار تميم له بأنه خدع سوزان تميم وأنه أوهمها بحل مشاكلها مع زوجها الأول الذي كان يمنعها من السفر،إذ اتفق معها على كتابة عقد زواج بموجبه يمكنها السفر من داخل وخارج لبنان.
أكد أنه تزوج سوزان بعقد صحيح وفي تاريخ لاحق لطلاقها من زوجها الأول ،ولكن والدها أراد الاحتيال على ذلك وذهب إلى زوجها الأول ليقدّ م له رشوة 5000 آلاف دولار ،ليثبت عدم صحة زواج عادل معتوق من سوزان تميم.
كما أشار معتوق إلى أن سوزان تميم ندمت على بعدها عنه،وأنها اتصلت به قبل وفاتها بعدة شهور تطلب منه أن يسامحها ووعدته بأن تستجيب لكل ما يطلبه منها ،ولكنه كان يرفض التجاوب معها.
نجح في تغيير شهادة وفاتها
نجح عادل معتوق في تغيير شهادة وفاتها من عازبة بحسب إفادة والدها إلى متأهلة ويحصل على شهادة الوفاة وكل الأوراق المطلوبة لتأكيد موقفه في الادعاء المدني ، ويتسلم طلعت السادات وكالة رسمية من معتوق لتمثيله في المحاكمة.
في تطور جديد لمجريات قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي يوم 28 حزيران 2008 والمتهم بقتلها والتحريض على قتلها كل من ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري ورجل الأعمال الملياردير هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات والرجل الثالث في لجنة السياسات، والتي ستنظرها محكمة جنايات جنوب القاهرة برئاسة المستشار محمدي قنصوة يوم 18 تشرين الاول.
حصل عادل معتوق زوج سوزان تميم بالفعل على نسخة من شهادة وفاة سوزان تميم الذي كان والدها قد سجلها في دبي بأنها عزباء على خلاف الحقيقة، حيث نجح في تعديل الشهادة وتصحيح حالتها الاجتماعية من عزباء إلى متأهلة أي متزوجة، وقد وصلت الشهادة بالفعل عبر الطرق الدبلوماسية عن طريق السفارة اللبنانية في الإمارات العربية إلى الخارجية ثم وزارة الداخلية اللبنانية التي أصدرت نسخة رسمية لمعتوق، وأن مكتبه سينتهي بعد عطلة العيد من توثيقها من الخارجية اللبنانية ومن السفارة المصرية في بيروت لتنضم لغيرها من الوثائق التي أرسلت بالفعل إلى محاميه الأستاذ طلعت السادات الذي تسلم هذا الأسبوع وكالة رسمية موثقة من عادل معتوق لتمثيله في المحاكمة كمدعي بالحق المدني.
بعد صمت طويل وصلت الرسالة حاملة التأكيد على أنّه الزوج الشرعي الوحيد
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
توضيح عاجل
نشرت وسائل الإعلام معلومات عديدة متعلقة بمقتل سوزان تميم تناولت تفاصيل بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع فقام عادل بالتوضيح فيما يلي :
أولا : »بداية يؤسفني أشد الأسف أن أتطرق إعلاميا« إلى علاقتي بالمغدورة زوجتي سوزان تميم بعد وفاتها وفي ظروف يلفّها بالغ الأسى والتأثر نتيجة تعرضها للقتل بهذه الطريقة النكراء «.
بالتالي أوضح أن الخلافات الزوجية فيما بيننا وما تفرّع عنها من نزاعات قضائية بقي ضمن إطار الإحترام والأصول والحرص على المحافظة على ما كان يربطنا من عيش مشترك ومودة .
هنا أتوجه إلى كافة الوسائل الإعلامية لتجنب أية إشكاليات وإلتباس وجوب الكف عن نشر أي أخبار ومعطيات وشائعات لا اساس لها من الصحة والإبتعاد عن التكهنات والتوقف عن إستغلال الحادثة الأليمة والتعاطي بالأمور الشخصية بخفة ومصلحة بهدف الحصول على سبق إعلامي وذلك حفاظا« على هيبة الموت وعدم الإساءة إلى روح الفقيدة وأطلب عدم إستباق التحقيقات القضائية والتي ستكشف الحقائق وتضع حدا« للأقاويل وهذا ما أكدنا عليه للعديد من الصحافيين والذين إجتزأ بعضا« منهم مقاطع مما نقلوه عن لساني والذين نربأ بهم توخي الدقة والمصداقية تحت طائلة إتخاذ التدابير القضائية المناسبة بحقهم وبحق كل من تسوغه نفسه تشويه الحقائق وتشييع الأكاذيب ونحتفظ بحق ملاحقة كل من يسرب أخبار عارية عن الصحة تسيء لي وللمرحومة .
أرادها ربّة منزل
ثانيا : »إنني وبهذه المناسبة قرأت في بعض الصحف أن سبب الخلاف هو على الإدارة الفنية للمرحومة سوزان تميم ولكن الحقيقة هي خلاف ذلك لأن أسباب الخلاف الأساسية كانت رغبتي بعد زواجي بالمرحومة سوزان تميم بأن تعتزل الفن وتتفرغ للحياة العائلية فما كان من ذويها سوى الإيعاز لها بالممانعة وترك المنزل الزوجي مما إضطرني إلى منعها من السفر والعمل على إستصدار القرارات القضائية الشرعية بهذا الشأن . لكن هؤلاء قاموا بتحريضها ومساعدتها على المغادرة بطرق غير شرعية إلى خارج لبنان وهم يتحملون اليوم نتيجة فعلتهم هذه« .
قمّة التقدير والاحترام
ثالثا:»إن صمتي خلال الأيام الماضية تحت وطأة الفاجعة وتفادي التصريحات الإعلامية بإنتظار جلاء الملابسات جرى تفسيره بصورة مغلوطة ومؤذية لغايات شخصية وبغيضة لدى البعض . إنما من الضروري التأكيد على إنني كلفت محاميا» خاصا« للتقدم بإدعاء وفقا« للأصول ضد مجهول وكل من يظهره التحقيق أمام السلطات القضائية المعنية في الإمارات العربية المتحدة وملاحقة القضية ومتابعة سائر الإجراءات المطلوبة حتى النهاية لكشف الحقائق وإنني سأوافيه إلى دبي في القريب العاجل خلال الأيام القليلة القادمة للوقوف شخصيا« على حقيقة الموضوع .
علما» بأنه لي ملء الثقة بأن المراجع الأمنية والقضائية المختصة في دبي لديها القدرة والكفاءة العالية لإكتشاف الجاني والقبض عليه والإقتصاص منه وإنزال اشد العقوبات به وبكل من يثبت ضلوعه بهذه الجريمة كما لا يسعني سوى الطلب بإلحاح من السلطات الإماراتية عدم تسليم جثة المغدورة لأي كان إلا بعد إنجاز كافة التدابير وإستجماع كامل الأدلة وإستكمال التحقيقات حفاظا« على حسن سير الدعوى ، شاكرا» جهودهم الفاعلة ومعربا« لهم عن تقديري وإمتناني لقيامهم بواجبهم على احسن ما يرام .
خيانة الأمانة
كان معتوق يلاحق سوزان تميم قبل وفاتها قضائيا منذ هروبها من بيروت إلى القاهرة في أوائل آذار 2003 بصفته زوجها، وكذلك لاحقها ولاحق الشركات التي كانت تريد التعامل معها بصفته المنتج الفني الذي تربطه بها عقود احتكار والذي دفع لها في مقابل ذلك مبالغ مالية طائلة، وكذلك لاحقها جنائيا بتهم تتعلق بخيانة الأمانة حيث أن سوزان تميم عند مغادرتها منزل الزوجية قد استغلت وجود زوجها في الولايات المتحدة الأميركية وقامت بالاستيلاء على مبالغ نقدية كبيرة من منزل الزوجية في بيروت ومن البنك باستخدام توكيل رسمي من عادل معتوق حيث بلغت جملة المبالغ التي حصلت عليها في غيابه أكثر من 600 ألف دولار، وقد حكمت إحدى المحاكم اللبنانية عليها غيابيا بالسجن لمدة عامين نظير ذلك، وقد كان اسمها مدرجا على قوائم الانتربول العربي، وقد اعتقلت بالفعل في القاهرة وجرى إطلاق سراحها باستخدام نفوذ هشام طلعت مصطفى.
الشرعى والقانونى
كما اكد معتوق ، انه الزوج الشرعي والقانوني الوحيد للفنانة الراحلة وانها كانت على ذمته عندما قتلت في دبي. وكذّب ما جاء في تصريحات للملاكم العراقي رياض العزاوي مؤخرا بأنه تزوجها في لندن، وقال انه بصدد تعيين محام في لندن لملاحقة العزاوي قضائيا بتهمة انتحال صفة زوج سوزان تميم.
اكد معتوق ان الراحلة لم يكن لديها اي وثيقة رسمية صحيحة تشير الى انها مطلقة. واعتبر ان تصريحات رياض استهدفت الاثارة وتحقيق ارباح مادية من وراء سوزان .
يذكر ان الملاكم العراقي اكد في تصريحات نشرتها صحيفة »صنداي تايمز« البريطانية انه تزوج سوزان وعاشت معه في لندن لعام ونصف العام، وكانت تتلقى خلالها تهديدات بالقتل، واتهم الشرطة البريطانية بالتقاعس عن حمايتها. وبعث معتوق بما قال انه وثائق رسمية تؤكد ان سوزان زوجته وشملت الوثائق بيان قيد افرادي صادرا عن وزارة الداخلية اللبنانية يفيد بان وضع سوزان العائلي متأهلة من عادل معتوق كما يشير وانها لبنانية منذ اكثر من عشر سنوات وانها من اتباع المذهب السني وان تاريخ الوثيقة يرجع الى الثاني عشر من كانون الثاني في العام 2006، كما اظهر شهادة زواجه الرسمي من سوزان وترجمة رسمية للغة الانكليزية عنها .
حياتها أغلى من موتها
اكد معتوق انه سيكلف المحامي كذلك بمتابعة موضوع تعرضها للتهديدات بالقتل في لندن ، الى جانب القضية التي كان رجل الاعمال المصري هشام مصطفى رفعها ضد سوزان في سويسرا لاسترداد اموال وهدايا منها تقدر بالملايين.
كان العزاوي قال في تصريحاته ان هشام مصطفى عرض على سوزان خمسين مليون دولار لتعود اليه والا فانه سيدفع مليون دولار لمن يقتلها. ورفض معتوق الاجابة عن سؤال حول طبيعة علاقة سوزان مع العزاوي.
كما ادعى معتوق قضائيا على هشام مصطفى بتهمة محاولة اغتياله في بيروت، وما زالت القضية منظورة امام القضاء اللبناني. وبحسب الصحيفة ذاتها فان معتوق سيقاضي كذلك المحامي المصري مرتضى منصور الذي صرح مؤخرا لصحف مصرية بأنه يملك ادلة على ان معتوق تعهد بقتل سوزان، وانه مستعد للإدلاء بالشهادة امام المحكمة .
نجمة أطفأتها السكاكين في وقت مبكر ما زالت حاضرة في شهادات الأزواج
تستمر قصة المغنية اللبنانية سوزان تميم تحت الأضواء بعد أن أخذها الموت إثر قتلها في 28 تمـوز 2008 ، وغالباً ما تكون »الأكثر رواجاً« بين اهل الفن في اخبارها على الرغم من رحيلها. فهذه النجمة التي اطفـأتها السكاكين في وقت مبكر، ما زالت حاضرة »تملأ الدنيا وتشغل الناس» تارة بما يكشف عن الجريمة المثيرة التي أودت بها ذات صباح في شقتها في احد الابراج المحروسة في دبي، وبالتفاصيل الاكثر اثارة عن محاكمة المتهمين بقتلها في مصر، الملياردير السياسي هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة المتقاعد محسن السكري، وتارة اخرى بما يكشف عن حياتها الملتبسة وثروتها الغامضة والصراع بين ورثتها وعلى ارثها وما شابه.
لن «تغيب» سوزان عبدالستار تميم عن الساحة لأشهر وسنوات آتية على الرغم من رغم»مرور الزمن« على سفك دمها في واحدة من اكثر الجرائم الفنية شهرة، فالجميع يتعقبون ما يرشح من احكام وقرارات ومراجعات مرتبطة بـ »حبل المشنقة«، وبالصراع المرشح للاحتدام بين اهلها وما يشاع عن »أزواج« لها على ثروتها، وهي ثروة فنية ومالية تتضارب المعلومات عن حجمها وسط اعتقاد بأنه «لا بأس بها».
ومع الحضور المتزايد لسوزان تميم اثر غيابها وتحول قتلها الى قضية »رأي عام« ضجت وسائل الاعلام بأخبارها ... أهلها ومحامون وأصدقاء لها. الجميع تحدثوا عنها وعن قضيتها، من يعرفها ومن لا يعرفها.
زواج عرفي
زعم مصدر قانوني ان الراحلة سوزان قامت باستخراج جواز سفر لها من السفارة اللبنانية في القاهرة بناء على مستندات مزوّرة تفيد بأنها مطلّقة، وذلك بمساعدة من هشام مصطفى بفضل نفوذه الواسع. وقال المصدر ان هشام تزوج سوزان عرفيا في السر بناء على تلك المستندات في العام 2005 بعد ان فشلت جهوده للضغط على معتوق لتطليق سوزان، ثم دفع مبلغا ماليا ضخما لها ولعائلتها كما ساعدها في تصوير عدد من الفيديو كليبات في سويسرا .
حسب المصدر نفسه، فان سوزان كانت استخدمت جواز السفر نفسه في سفرياتها، بعد ان كان معتوق منعها من السفر باعتبارها زوجته ما دفعها للهروب من لبنان الى مصر عبر سورية في العام 2003، فان نزاعا قضائيا يدور حاليا بين معتوق وعبد الستار تميم والد سوزان حول حالتها الاجتماعية في شهادة الوفاة الرسمية، والتي سيتحدد بناء عليها مصير الميراث الذي يقدر بملايين الدولارات . الجدير بالذكر أنّ علاقة سوزان مع معتوق بدأت عندما انتج اول البوم غنائي لها، وكانت مطلقة من زوجها الاول علي مزنر الا ان الطلاق لم يكن مسجلا بعد بسبب تبعات مالية كبيرة، وعندما قرر معتوق الزواج منها في العام 2002 قام بدفع تلك التبعات التي قيل انها بلغت مليون دولار. وطلب معتوق من سوزان بصفتها زوجته اعتزال الغناء والتفرغ للبيت رغبة منه في عدم اختلاطها بالوسط الفني الا انها رفضت، وقامت بتوقيع عقد مع شركة روتانا بعد هروبها الى مصر على الرغم من ارتباطها بعقد احتكار مع الشركة المملوكة لمعتوق، الا انه تمكن في النهاية من منع اذاعة اغانيها، ما يبرر عدم تحقيقها شهرة واسعة. كان والد تميم قد اكد في تصريحات ان سوزان لم تكن متزوجة من اي شخص عند وفاتها واكد ان العلاقة التي جمعتها مع هشام مصطفى كانت مجرد صداقة .
ناكرة للجميل
أكدت التحقيقات التي توصلت اليها النيابة عن العلاقة بين هشام والمطربة اللبنانية، ان هشام تعرّف الى سوزان اثناء اقامتها مع خالتها التي كانت تعمل في الفندق الذي يملكه، ثمّ تولّى رعايتها وساعدها بمبالغ مالية وصلت إلى ملايين الدولارات لتتمكن من الحصول على الطلاق من زوجها الثاني عادل معتوق، وانهاء عقد الاحتكار الفني الذي منعها من اذاعة اغانيها بالفضائيات دون إذنه. كما انه ساعدها كذلك في شراء الشقة التي قتلت فيها.
قال عادل معتوق الزوج السابق للمطربة سوزان تميم ان زوجته كانت تقيم في القاهرة تحت رعاية هشام مصطفى وحمايته.
أضاف، إن هشام كان يريد إجباره على تطليقها ليتزوجها هو وان سوزان كانت طوال فترة إقامتها في مصر تعيش في شقة تابعة لهشام في فندق الفورسيزونز وتواصل ارتباطها بهشام وعائلتها حتى أن شقيقها خليل كان صديقا لإبنة مديرة منزله وقيل انه خطبها، وهي نفسها الفتاة التي سقطت من الطابق ال27 من الفندق وبالتحديد من شرفة شقة خليل شقيق سوزان قيل وقتها أن الفتاة انتحرت.
وأكد معتوق أن أزمة كبرى نشبت بين هشام وسوزان تميم مع تردد اسميهما في أكثر من قضية أمام القضاء اللبناني وتوالي طلبات القضاء اللبناني للقبض عليها واستجواب هشام طلعت، فاضطرت المغادرة الى لندن ومنها سافرت الى دبي دون أن يعرف هشام ولجأت الى شخصية كبرى في دولة عربية، حتى أن البعض علّق بأن الصراع بين المليونير اللبناني عادل معتوق والمصري هشام طلعت انتهي لصالح شخصية كبيرة في احدى الدول العربية.
اعتبرها هشام ناكرة للجميل وغيرمقدرة لما بذله من أجلها من تضحيات حتى أنه غامر باسمه وسمعته بسببها، وأراد أن يعاقبها على استغلالها له ولاسمه وامكاناته ثم غدرها به والرحيل الى دبي، خاصة أنه ظل يبحث عنها بعد اختفائها من لندن حتى قبل 4 أيام فقط من مصرعها.
»أوصيك يا أخي بأمك«
عثرت شرطة دبي على وصية المطربة اللبنانية سوزان تميم التي لقيت مصرعها في شقتها التي قتلت فيها في حي الجميرا ، وأوصت فيها بمنح كل ما تملكه إلى والدتها وشقيقها ولم تذكر والدها، وطلبت منهما أن يحجوا نيابة عنها. كما عثرت الشرطة على ورقة صغيرة في الشقة تحمل عبارة»الزواج أو القتل«.
تدل الوصية والورقة الصغيرة على أن»القتيلة كانت متأكدة أنها معرضة للقتل، الأمر الذي دعاها لكتابة وصيتها وحملها معها إلى دبي قادمة من لندن قبل مصرعها بيومين«، مشيرة إلى أن الوصية مكتوبة بخط يدها وموقعة منها.
جاء نص الوصية كالتالي :»بسم الله الرحمن الرحيم ..إنا لله وإنا إليه راجعون - أوصي بأن تحوّل ملكية كل ما أمتلك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء بل كل ما أملكه بأن تنقل ملكيته إلى والدتي وأخي ولا أحد سواهما.
أوصيكم بأن تزكوا وتحسنوا وتطعموا وتكفلوا الأيتام والمساكين وتتبعوا سراط، (كما وردت في النص) الله المستقيم وتسامحوني إن أسأت إليكم وتدعو لي بالرحمة وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم وأن تكرموني في وفاتي«.
كماء جاء فيها»أوصيك يا أخي بأمك وبصلة رحمك وبالرحمة والعفو عند المقدرة والسماح والتسامح والبر بوالديك. أحبكم وأدعوا لكم بالرحمة فادعوا لي بها.. اتحدوا ولا تفرقوا على بركة الله وسنة رسوله والسلام عليكم وعلينا وعلى محمد وآله وصحبه. سوزان عبد الستار تميم«.
من مقاعد الدراسة الى أضواء الشهرة... علي مزنّر يفتح علبة الأسرار
وحده زوجها الاول علي مزنر نأى بنفسه عن الاعلام ولم ترصد له اي اطلالة، وبقي خارج »الشاشة« بعيداً عن الاضواء، على الرغم من انه كان »شريك حياتها« في المشوار الذي قادها من مقاعد الدراسة الى اضواء الشهرة كـ »مشروع نجومية« اصيب بـ »كسوف مبكر«.
علي مزنر، زوج سوزان تميم فتح قلبه وأرشيفه وذكرياته الحلوة والمرة في اول اطلالة اعلامية له. تحدث وبـ »التفاصيل« عن مشواره مع بنت الجامعة التي أصبحت نجمة، من لقائهما الاول عند »حبيبته« الى ما اشيع عن ملابسات طلاقهما، مروراً بالكثير من »الابيض والاسود« في تجربتهما المليئة بالاثارة كحبيبين وزوجين ورفيقين الى عالم الشهرة وخصمين لدودين في المحاكم قبل افتراقهما المعلّق حتى مصرعها.
لم يكن سهلاً في بادئ الامر »العثور« على علي مزنر، وإقناعه بفتح »علبة اسرار« لطالما ابقاها طي الكتمان، ولكن بعد تقفي اثره وتعقبه »استسلم« وقلّب دفتر الذكريات بورودها والأشواك. كان من الصعب إقناعه بالعودة الى ماضٍ لا يحلو له استعادته ، وبعد جهد جهيد كرّت مسبحة المحطات التي استرجعها »عن ظهر قلب«.
فمن زواجهما «السري» الى خلافاتهما العائلية، ومن اكتشاف صوت سوزان بالصدفة الى الحياة القاسية وشغف العيش، ومن إمساكها للمرة الأولى بـ »ميكروفون« الى فوزها بالميدالية الذهبية، ومن اسفارها الاولى الى صراعه مع امها، ومن هروبها من بيته الى مسلسل الدعاوى بينهما، من التهديدات التي كان يتلقاها الى الاغراءات لطلاقهما، وصولاً الى سفرها »من خلف ظهره« الى باريس، محطات يرويها مزنر بـ «كل شاردة وواردة» عن قصة حياته مع تميم التي تحولت الى حكاية. انها حكاية الصعود من الهاوية الى الهاوية.
بدأت»على الخفيف«
لم تكن سوزان تميم تتوقع الانتقال من الحياة الصعبة الى »تحت الاضواء« وربما لم تكن مهيأة لهذه «النقلة» في حياتها، تماماً كما هي حال زوجها علي مزنر.
فبعد طفولة في »عائلة مفككة«، على حد تعبير مزنر، نتيجة لطلاق والديها، وزواج سري من مزنر عينه يوم كانا في مقتبل العمر وسوء علاقتهما بأهلهما، وجدت سوزان نفسها قبلة الانظار بسبب صوتها الجميل وتأديتها الاغنيات الطربية بحرفية وشكلها الجميل واطلالتها المحببة.
وقبل فوزها بالميدالية الذهبية في »استديو الفن« كانت سوزان بدأت بإحياء حفلات »على الخفيف« وبعده انتقلت كهاوية الى ميدان الاحتراف، حفلات »خمس نجوم« في لبنان وأسفار الى الخارج، و»المطربة« التي بدأت بأجر لا يتجاوز الـ 50 دولاراً اصبحت تستحق اجوراً تليق بنجوميتها.
وبدا من الخط البياني لسوزان تميم في حياتها الفنية والخاصة ان الصعود اللافت حمل بذور سقوطه. خصوصاً ان سرعان من دبّت الخلافات بينها وبين علي الى حد الافتراق، ثم ابتعدت ولم يكن رصيدها الفني يعتد به كزملاء لها استطاعوا مراكمة الاعمال والنجاحات. وكان لافتاً انه بعد »استديو الفن« و»غادة الكاميليا« ذاع صيت سوزان تميم عربياً وكان لها صولات وجولات في عدد من البلدان.
علي يتذكّر...
كانت حفلاتنا في دمشق من دون مواعيد مسبقة. يتصلون بنا من فندق »متروبوليتان« او »شيراتون« في العاشرة قبل الظهر فنجهز انفسنا وتكون السيارة في انتظارنا عند الثالثة بعد الظهر ثم نصل الى دمشق في الخامسة او السادسة مساء ونرتاح حتى الحادية عشرة ليلاً ثم تحيي سوزان الحفلة. كنا إما نعود الى بيروت في الليلة نفسها ونرتاح في منزلنا وإما نبيت في الفندق نفسه ونعود صباح اليوم التالي.
كما اذكر ان الاجر الاعلى كان عشرين الف دولار عن الحفلة الواحدة. دُعينا ذات مرة الى دبي لإحياء حفلة زفاف شيخة كانت شاهدت سوزان على التلفزيون واعجبت بها. ابلغونا بالامر قبل يومين من الموعد فسافرنا الى دبي ونزلنا في فندق خمس نجوم. في التاسعة مساء، وصلت سيارة »ليموزين« لا يقل طولها عن 15 متراً وترجل منها رجلان، الاول، فتح الباب لسوزان والثاني، فتح الباب لي. كانت المرة الاولى التي نستقل فيها سيارة مماثلة. تطلعت سوزان اليّ واخذت تضحك. ثم احيت الحفلة التي لم استطع دخولها لانها كانت للنساء فقط. فيما كانت سوزان تغني اقترب مني رجل وسلّمني عشرين الف دولار نقداً، ثم اعطاني خمسة آلاف دولار اضافية قال انها هدية لسوزان لانها ادهشت الحاضرين. كل ذلك حصل وسوزان لا تعرف الاجر الذي ستتقاضاه. وفي طريق العودة الى الفندق سألتني سوزان »هل قبضت الاجر؟«، اجبتها »نعم«، فسألت »ما قيمته؟«، اجبت »25 الف دولار«، فعلّقت «ماذا فعلت لكي يعطوني 25 الف دولار؟« واضافت »الفقراء يكدون طوال النهار ليقبضوا عشرة آلاف او عشرين الف ليرة لبنانية (الدولار يساوي 1500 ليرة لبنانية). اما انا فأعتلي المسرح واكون فرحة ومرتاحة وانال عشرين الف دولار. لا عدل في هذه الحياة«. يومها، قررت سوزان ان تتولى امر اسرة معوزة على ان تتكفل كل نفقاتها من مأكل ومشرب وكلفة تعليم. وقصدنا فعلاً احدى الجمعيات الخيرية وابلغناهم مشروعنا وزودناهم عنواننا، وكانوا يتصلون بنا هاتفياً وندفع كل شهر نحو 500 دولار مقابل تولي امر عائلة من اربعة اولاد اضافة الى الام. وفي الاعياد كنا نرسل مئتي دولار اضافية.
بدأت تفقد تواضعها
بعد عودتنا من دبي، قصدنا متجراً في شارع الحمراء وابتعنا ثياباً لي ولها. كذلك، اعطت امها الفي دولار واشترينا كمية كبيرة من الهدايا. اذكر انهم رحبوا كثيراً بسوزان لدى وصولها الى مطار بيروت ودخلنا من دون تفتيش. كان الجميع يحبون سوزان لصدقها وعفويتها.
بقي معنا من المبلغ نحو 15 الف دولار بعدما انفقنا عشرة آلاف. الواقع ان سوزان لم تتردد في انفاق المال هي التي عاشت الحرمان طويلا، لكنني خفت عليها ان تضيع وبت اشعر انها تفقد توازنها وتركيزها. لقد بدأت تتغير ولم تعد سوزان التي تعرفت اليها في الجامعة. تبدّلت تصرفاتها وأصبحت تستهتر بالامور بحجة انها سوزان تميم فقط. واذكر انها قالت لي مرة »لا اريد ان ازور اقرباءك، فهم يدعونك فقط لان زوجتك سوزان تميم«. بدا لي واضحاً انها بدأت تفقد تواضعها. أضحت تتأثر بكلام الناس عن رحلاتها الى مصر وبملاحقة الصحافة لها اينما كانت.
»اللبن اسود«
سيطرت عليها مغناطيس امها، فقط طلبت من سوزان ان تعيش معها بحجة انها حرمت اياها في الماضي ووعدتها بالا تتدخل في حياتنا الزوجية. لا ادري اذا كان شعور الام صادقاً، لكنني لاحظت مع الوقت ان سوزان باتت منحازة الى امها وتقتنع بكل ما تقوله. فاذا قالت الام »اللبن اسود« تقول سوزان »اللبن اسود«، فأتدخل قائلاً »كيف ذلك يا سوزان، اللبن ابيض»، فتجيبني »كلا، امي لا تخدعني وتريد مصلحتي«. وفي مرحلة لاحقة، اصطدمت مع سيمون اسمر بسبب امها. كان ارسلنا الى متجر ثياب في منطقة الكسليك »كسروان« لتجرب سوزان فستاناً اختاره لها لتظهر فيه على التلفزيون. رافقتنا امها الى المتجر حيث اقنعتها بشراء فستان غير الذي اختاره اسمر. ويوم التصوير غضب سيمون كثيراً وقال لي «ألم اقل لكم ان تشتروا الفستان الذي اخترته انا؟ اعرف ان الفستان الذي اشترته سوزان اجمل، ولكن الفستان الآخر سيظهرها امام الكاميرا بصورة رائعة، خصوصاً ان ظهورها مسجل وليس حياً«. اخبرته ما حصل فقال لي «عندما اقول لكم شيئاً عليكم ان تأخذوا بكلامي لانني اعرف جيدا ماذا افعل ولانني احبكم واريد لكم النجاح«. واضاف »اذا ارخيت العنان لام سوزان لتتدخل بينكما فستفشل علاقتك معها«.
دعمها علي مزنر ووقف الى جانبها فغنّت له »القلب يحب مرة ما يحبش مرتين«
شكلت تجربة »استديو الفن« بإشراف المخرج سيمون اسمر نقطة انطلاق سوزان تميم نحو الشهرة، وكان علي مزنر الى جانبها في هذا المشوار الذي بدا »واعداً« بشهادة اسمر عينه ولجنة التحكيم في البرنامج.
بعد توقيع العقد، خاضت سوزان المرحلة ربع النهائية ونجحت فيها بعدما غنت »شعوري ناحيتك« لوردة الجزائرية. ادتها باحساس كبير وتأهلت الى التصفيات نصف النهائية. وقبل ذلك، اتصل سيمون اسمر بالزوجين ودعاهما الى اجتماع معه. وفوجؤا هناك بوجود اربعة اشخاص آخرين: هادي يونس ورامي عياش وهيثم زياد وفارس كرم.
في مطعم »ثمار البحر«. اجتمعوا على الغداء وقال سيمون اسمر للقيّمين على المطعم »اعدوا طاولة سمك لأولادي النجوم المستقبليين«. تحدث اليهم، كما يتحدث الاب الى ابنائه. هكذا تعامل معهم وقال: »استطيع ان اعطي كل انسان بحسب طاقاته ولا يمكنني ان اعطيه فوق هذه الطاقات. انا سأستفيد من ذلك ولكن فائدتكم انتـم قبل فائدتي. اذا اردتم ان تسيروا وفق السكة التي رسمتها لكم فانتم الرابحون، ولكن اذا رفضتم فستفشلـون انتم وليس انا«. واضاف: استديو الفن الان شارف على نهايته واذا وجدت لجنة التحكيم انكم لا تستحقون الميدالية الذهبية فلن تمنحكم اياها. لكنني في كل الاحوال سأتعاون معكم لانني ارى انكم ناجحون. الخطوة العملية الاولى التي سنقوم بها هي اعطاؤكم خمس سيارات رباعية الدفع كل واحدة بلون.
كأننا في حلم
هذا الحديث الذي دفع سوزان وعلي أنّهما في حلم، مضيفاً:" لم نصدق ان سيمون اسمر يقول كل ذلك. خلال تلك الجلسة، وصل وزير السياحة الى المطعم فصافح سيمون اسمر. الحق انني اسميه »الاب« سيمون اسمر لانه حرص على معاملة سوزان كالاب. تابع اسمر كلامه قائلاً: عندما تنهون غداءكم ستتوجهون الى معرض للسيارات في منطقة طبرجا »ساحل كسروان« ويختار كل منكم سيارة من طراز «رانج روفر»، ثم تعودون الى المكتب وتحصلون على بعض المال لتشتروا لانفسكم بعض الألبسة. واذا احتاج اي منكم الى اموال اضافية ارجو الا يتردد في الطلب. ثم خاطبنا سوزان وانا: انتما تقطنان في بلدة الغازية »الجنوب« واذا اردنا ان نسمعكما لحنا او اغنية علينا ان ننتظر ساعتين لتصلا الى بيروت. اسمعاني جيداً، يجب ان تستأجرا منزلاً في بيروت. فاجبته: لكننا لا نملك المال. فقال لي: »لا تفكر في موضوع المال. عندما تصل الى المكتب، حدد لي المبلغ الذي تحتاج اليه لتتمكن من استئجار شقة في بيروت«. ثم احضرت الى طاولة سيمون اسمر مجموعة لا تعد ولا تحصى من الاسماك. كان يحب السمك كثيراً وقال للحاضرين: »السمك يجمل الصوت، اكثروا من تناول اللحم الابيض«.
»رانج روفر« بقيمة 25 الف دولار
بعدما انهينا الغداء توجهنا الى معرض السيارات كما طلب منا. هناك، اخترت سيارة لونها جردوني. واذكر ان رامي عياش اختار الاسود وهادي يونس اختار الاخضر وهيثم زياد اختار البني وفارس كرم اختار الرمادي. لا استطيع نسيان هذا المشهد. قبل ان ندفع اي مال لصاحب المعرض احضر لنا عقود بيع تمهيداً لتسجيل السيارات باسمائنا. وقد سجلت سيارتنا لاحقاً باسمينا، اي باسم علي مزنر وسوزان تميم بالتوافق بيننا. ثم غادرنا المعرض مستقلين السيارات الجديدة وتوجهنا الى المكتب. هناك، كان ينتظر كلاً منا مغلف فيه خمسة آلاف دولار منها الفان لتسجيل السيارة وثلاثة الاف للنفقات الاخرى. اما مغلفنا سوزان وانا فكان يحوي ثمانية آلاف دولار اضافية بدل استئجار شقة في بيروت. تسلمنا الاموال ووقعنا ايصالاً بذلك وورقة تفيد بتسلمنا السيارات. نزلنا من المكتب كأننا في حلم. فقد بات لنا سيارة »رانج روفر« بقيمة 25 الف دولار اضافة الى 13 الف دولار اخرى. اذكر انه مع نزولنا درج المكتب كنا سوزان وانا ننظر الواحد الى الآخر مصدومين. سألتني سوزان: هل نحن في حلم؟ فقلت لها: كان حلماً واصبح حقيقة. سيارة الرانج باتت باسمي وباسمك والناس بدأوا يعرفوننا. توجهنا الى الغازية لنشرح الوضع لجيراننا، فهؤلاء كان لهم فضل علينا واطعمونا وألبسونا ولم يقصروا حيالنا. كنا اربعة بيوت في المبنى حيث نقطن، لكننا عشنا كبيت واحد. اتصلنا بهم وطلبنا منهم ان يستعدوا. ثم مررنا بمطعم في الغازية وطلبنا طعاماً بنحو 400 دولار ودفعنا له واعطيناه العنوان ليوصلها الينا. وصلنا الى المنزل فصدم الجيران. فقد ذهبنا من دون سيارة وعدنا بسيارة »رانج«، وذهبنا شبه مفلسين وعدنا بـ »عزيمة« عامرة. بدأت الاسئلة والاجوبة كأننا في مخفر. اخبرناهم ما حصل ففرحوا لفرحنا وقالوا لنا: تعاملوا مع سيمون اسمر بصدق تصلوا الى ما تريدونه. وكان رأينا سوزان وانا ان العمل مع هذا الرجل سيوصلنا الى نجاحات لا حدود لها. في اليوم التالي، سجلت السيارة الجديدة في الدوائر الرسمية ثم ذهبنا سوزان وانا لشراء ثياب.
الشهرة لها ضريبتها
كنت قد اختلفت مع اهلي بسبب زواجي من سوزان، وقررت ان اعيد المياه الى مجاريها واذهب اليهم، خصوصاً ان وضعي قد تحسن الان ولم يعد ثمة سبب لاستمرار الخلاف. فكرت ان يتولى عمر منصور ابن عمتي الوساطة بيني وبين والدي لانه لم يقاطعني مثلهما وظل يقف الى جانبي. ابي كان متديناً جداً، واليوم ادرك بعد مرور كل هذه الاعوام انه كان على حق في ضوء المشاكل التي واجهتها لاحقاً وادت الى انفصالي عن سوزان تميم. لقد قال لي: هذه الطريق ليست طريقنا ولا تلائم لا بيئتنا ولا ديانتنا ولا اخلاقنا. اذا كنت تريد ان تبني عائلة فلن تستطيع ان تبنيها في هذه الاجواء. قد يبني المشاهير عائلة وينجبون اولاداً، لكنهم يظلون متعبين. فالشهرة لها ضريبتها والمال الوافر له ضريبته. كان يرى ان المال الذي نجنيه يعتبر حراماً من وجهة نظر الشرع. لكنني كنت متهوراً في تلك الآونة، ولم استجب دعوة ابي وامي اللذين كانا يقولان لنا سوزان وانا: اخرجا من هذه الاجواء وعودا الى الجامعة والعلم. لقد تزوجتما رغماً عن ارادتنا، لكنكما تظلان ولدينا. اما اهل سوزان فكانوا يعتبرون انني اريد استغلالها وانني دفعتها الى الاشتراك في »استديو الفن« لأجني المال عبرها. على الرغم من كل ذلك، ظلت سوزان حنونة وكانت لا تكف عن الكلام على اخيها وعلى المعاناة التي عاشتها امها مع ابيها جراء ظلمه. لم اتمكن من تسوية الامور مع عائلتي وظلت علاقتنا سيئة لان ابي اصر علينا ان نترك اجواء الفن. حتى انه قال لي مرة: اذا استمررت في الفن فلست ابني ولا اعرفك. لكنني كنت اراهن دائماً على ان عاطفته ستغلبه وسيحن قلبه مجدداً.
لا يفرقنا الا الموت
استاجرنا منزلاً في منطقة الحمراء »غرب بيروت« قبالة مخفر حبيش. كان ايجاره الشهري 500 دولار فدفعنا ستة آلاف دولار عن عام كامل. كانت شقة في الطبقة الثامنة من برج كبير وابتعنا ثياباً جديدة وانتقلنا من الغازية الى بيروت. خلال وجودنا في العاصمة، شاركت سوزان في التصفيات نصف النهائية من »استديو الفن«. اخترت لها كل الاغنيات التي ستؤديها باستثناء اغنية واحدة لشادية اختارتها هي. كانت اغنية »القلب يحب مرة ما يحبش مرتين«، وحين سألتها عن سبب هذا الاختيار قالت انها ستؤدي هذه الاغنية من اجلي لانني دعمتها ووقفت الى جانبها وكل ما وصلت اليه كان بفضل تشجيعي لها. واضافت: »ان شاء الله نبقى الواحد مع الآخر ولا يفرقنا الا اجل واحد هو الموت. في تلك الفترة ازداد تعلقنا الواحد بالآخر«.
نصيحة الشريف الى سوزان : »الشهرة والمال رائعان لكن حذار الكذب والسرقة والاحتيال«
كانت سوزان زوجة مخلصة بكل معنى الكلمة، لا يغريها المال ولا يهمها ان يلفت جمالها وصوتها انظار الناس. لم تكن قد بدأت بعد مرحلة الشهرة الفعلية، لكنها كانت قد اخذت تلفت الانظار مع ظهورها المتكرر في حلقات »استديو الفن« حلّت التصفيات نصف النهائية، فأدت الاغنية التي اختارتها «القلب يحب مرة ما يحبش مرتين« وابدعت. في تلك الحلقة، اشاد بها عضو لجنة التحكيم وليد غلمية وقال انها تجمع الطلة والصوت والحضور. في الحلقة الختامية غنّت »ليه خلتني احبك«، فغنتها والميدالية الذهبية تزيّن صدرها. في تلك اللحظة، بدأت رحلة الشهرة.
استحقت سوزان فوزاً مرموقاً باعتراف الجميع. وكان من شأن هذا التطور في حياة سوزان وعلي ان يؤسسا لمرحلة جديدة نحو الصعود الرائع لكنه المكلف في آن معاً.
إلاّ أنّ مزنر كشف ان حياتهما طالها التغيير بشكل كبير بعد النجاح الذي حققته تميم حيث تبدلت أحوالها المعيشية بعد ان وفّر لهما أسمر كل شيء من مسكن وملبس وسيارة جديدة، وأضاف:»بعد نجاحها أصبح لدى سوزان هاجس العظمة حتى ان والدتها التي كانت لا تعرف عنها شيئاً بعد زواجهما أصبحت مهتمة بها وتتدخل في كل أمورها حتى الفنية واجبرتها على الطلاق منيّ بشهادة سوزان التي اخبرته بذلك بدعوى انّه سوف اسحبها من الفن«.
واعترف مزنر ان سبب الطلاق لم يكن فقط اجبار والدتها على فعل ذلك وانما بسبب التغيير الذي اصاب شخصيتها بعد النجاح الكبير الذي لاقته معلقا:»سوزان متقلبة بشكل كبير جدا ومن قبل موضوع دخولها الفن«.
»ستفرقع اعلامياً«
لاحظ سيمون اسمر ان ثمة ضغطاً كبيراً على سوزان لجهة الحفلات، ولم يعد يلائمه ان تبقى في بيروت نظراً الى المسافة البعيدة التي تفصل علي وسوزان عنه، فطلب منهما ان يتركا الشقة ويستأجرا شقة اخرى في بلدة دلبتا(كسروان) التي يقيم فيها. كثرت حفلات سوزان وبات اسمر يهتم بها اكثر من سواها. انتقلا الى دلبتا وازدادت ايضاً اسفارهما خصوصاً الى مصر وسورية. في موازاة ذلك، طلب اسمر من سوزان ان تقصد رفيق حبيقة بهدف تهذيب صوتها، فتلقّت في منزله في الاشرفية دروساً في السولفاج. يضيف علي:»كنا ننفذ بنود العقد بحذافيرها، ولم يسمح اسمر سوى لايلي فغالي بان يصفف شعر سوزان. اما الازياء فكانت تصمم فقط لدى فؤاد سركيس. وحين لاحظ حضور سوزان اللافت على المسرح، طلب منها ان تتعلم الرقص على يد فؤاد خوري. في تلك الفترة طرأ موضوع جعلنا ننتقل الى موقع اكبر في غضون شهر فقط. كانت الفنانة مادونا تقدم مسرحية »غادة الكاميليا« من تأليف جيزال زرد واخراج جيرار افيديسيان، وحصل سوء فهم بين مادونا والقيّمين على العمل علما ان انتاج المسرحية كان مدفوعاً سلفاً. قصد افيديسيان سيمون وأسمر وسأله اذا كان لديه البديل، فقال اسمر «نعم لدي«، فسأله جيرار »من؟«، فاجاب »سوزان تميم«، فقال جيرار »التي فازت في استديو الفن؟«، فاجاب اسمر «نعم«، فسأله جيرار ايضاً «كيف يمكن ان نلتقيها؟«، فأجابه »سآتي بها«. اتصل بنا اسمر وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة والنصف ليلاً وسألني «اين انت؟«، قلت »في دلبتا«، فقال »تعال انت وسوزان الان، حتى لو كنتما في ثياب الرياضة«، فقلت »لماذا؟«، فاجاب »زوجتك سوزان ستفرقع اعلامياً«. ذهبنا اليه فقال اسمر لسوزان »هل تعرفين ان تمثلي؟«، فاجابته «لم امثل من قبل«. اذكر ان افيديسيان ابدى اعجابه بسوزان كشكل، لكنه قال انه لن يقتنع الا اذا شاهد نتيجة التدريبات. تواعدنا معه من اجل ذلك، ففوجئ كثيراً بان هذه الفتاة التي لم تمثل قبلاً تمكنت من حفظ دور مطربة وممثلة مثل مادونا خلال 15 يوماً فقط. كانت مدة المسرحية ثلاث ساعات، وكان التركيز كله على البطلة نجمة المسرحية التي عليها ان تمثل وترقص وتغني.
تبرءة مادونا
وافق جيرار افيديسيان على ان تخلف سوزان مادونا، خصوصاً ان جسمها قريب من جسم مادونا وتبين ان الفساتين التي كانت معدة لها تلائم مقاس سوزان. اطلقت حملة اعلانية مفادها ان سوزان تميم هي «غادة الكاميليا«، وفي ليلة الافتتاح دعوت من اريد ودعت سوزان ايضاً من تشاء وحضر عدد كبير من الفنانين. وقبيل بدء المسرحية فوجئنا بان فساتين سوزان كلها ممزقة في شكل متعمد من أعلى الى أسفل في حين ان ازياء سائر الممثلين لم تمس. صدمت سوزان بعد كل الجهد الذي بذلته. كان سيمون اسمر في المسرح، فسارع الى الصعود على الخشبة ورافقه ممثلون آخرون منهم جورج خباز حاملين الثياب الممزقة واخذ الناس يصفقون. عندها قال اسمر للحاضرين :»سنحاول ان نفتتح العرض الليلة«. اتصل بفؤاد سركيس طالباً منه اصلاح الفساتين بما تيسر وكنت اعطيه الفستان تلو الآخر بحسب تسلسل المشاهد. طبعاً، لم يجد الجمهور صعوبة في الانتظار لانه علم بما جرى. المهم اننا تمكنا من عرض المسرحية وانعكس هذا الامر ايجاباً على سوزان في اليوم التالي، فصحافيون كثيرون نسبوا هذه الحادثة الى مادونا بحجة انها تريد الوقوف في وجه مطربة جديدة حلت مكانها. لكن مادونا اتصلت بسوزان ثم تحدثت اليّ قائلة »يا علي، لست صغيرة لكي اقوم بهذه الحركات«، طالبة مني ان ابرئها امام الصحافة، فقلت لها «لا اعرف ما اقول لك. انا متأكد انك لست الفاعلة لكنني لا استطيع ان اجعل سوزان تقول للصحافيين ان مادونا ليست الفاعلة لاننا نجهل من قام بذلك«. بعدها، نشأت صداقة بيننا وبين مادونا ودعتنا الى العشاء في »مركز ابراج« حيث كانت تقيم. أصرّت مادونا على نفي ضلوعها بما حصل، فأكدنا لها اننا نصدقها ولا علاقة لنا بما تكتبه الصحافة. المهم ان سوزان استمرت في المسرحية واشادت الصحافة بموهبتها على الخشبة رقصا وغناء وتمثيلاً.
الشهرة والمال رائعان
بات لبنان والعالم العربي يعرف سوزان تميم واخذت تتلقّى عروضاً سينمائية لكنّها كانت ترفض. في احدى المرّات، اتصل صاحب مقهى «غران كافيه« في الروشة «علي« وكانت تربطه به صداقة متينة. قال انه يريد ان يعرفهما الى نور الشريف. جهزا انفسهما لملاقاته واكتشفا ان نور الشريف على المستوى الشخصي ابعد ما يكون من التكبر والعجرفة، فهو انسان بسيط ومتواضع وعاطفي. في لقائهما الثاني معه ابلغهما انه يريد ان تكون سوزان بطلة لفيلم ضخم الى جانبه حين تتاح الفرصة. فوجئا بهذا الكلام وضاع الاختيار بين التمثيل او الغناء. وقال نور ايضاً «هذا الموضوع ليس مرتبطاً بموعد محدد فاذا عرض علي فيلم الان ووجدت ان سوزان يمكن ان تشارك فيه فساتصل بكم«. كما قدم الى سوزان بعض النصائح مؤكداً ان الشهرة والمال رائعان، ولكن حذار ان يستخدم الفنان شهرته للكذب والسرقة والاحتيال لئلا ينقلب الناس عليه ويكرهونه. والواقع ان سوزان تأثّرت بكلامه كثيراً وظل عالقاً في ذاكرتها، ومن يومها بدأت الصداقة مع هذا النجم الساطع.
عشرون وثلاثون الف دولار
طرحت فكرة ان تؤدي »دويتو« مع راغب علامة وكان راغب مرحِّباً، لكن سيمون اسمر رفض لانه كان على خلاف معه. كما لفت نوال الزغبي اهتمام اسمر الكبير بسوزان، والصحافة كانت دائماً تقارن بين سوزان الطفلة ونوال النجمة. كان ثمة مشروع اخر مع عاصي الحلاني، وقد تعرفا اليه حين دعاه اسمر مع زوجته الى «نهر الفنون«. قال سيمون يومها علي »اذا تمت المصالحة مع عاصي الحلاني وجددت عقدي معه اعدك يا علي بان سوزان ستفرقع بين ليلة وضحاها لاننا سنطلب من نزار فرانسيس وسمير صفير ان يعدا دويتو لعاصي وسوزان«. لكن المشروع لم ينفذ لان العقد بينهما لم يجدد. كان اسمر راضياً عن سوزان غنائياً وتمثيلياً. لكنه اراد ان يعد لها اغنيتين خاصتين لتنجح ويرتفع اجرها في حال تلقت عرضاً سينمائياً. فقد اراد ان تمتاز اولاً بصفة المطربة ثم الممثلة. لم يتوقف اهتمامه بها وكان يختار لها فقط الحفلات ذات المستوى المرموق. اعتقدت سوزان يومها انها لم تعد مطلوبة، لكن اسمر قال لها »يجب ان تصبري ليصل اجرك الى عشرين وثلاثين الف دولار«.
»انا كده لما احب «
في احد الايام اتصل سيمون بهما ودعاهما لزيارته ليعرّفهما الى الملحن صلاح الشرنوبي الذي كان في بيروت. كانت علاقته مع علي مباشرة لانه وجد انّه نشيط وقادر على اتخاذ القرارات، في حين كانت سوزان دائمة الخوف من الفشل والسقوط. تعرّفا الى الشرنوبي فابلغهما ان لديه اغنية لسوزان، فاكد له اسمر انه لن ينجز ألبوماً كاملاً ويفضّل ان يطرح اغنية واحدة ليرصد صداها عند الناس. يقول علي:»كانت الاغنية الاولى لسوزان »انا كده لما احب «، غنتها وكانت تنظر اليّ، ثم قالت لي انها اختارتها لمكافأتي على وقوفي الى جانبها. ذهبنا الى استديو بودي نعوم لتسجيل الاغنية ففوجئنا بوجود الفنانة نانسي عجرم وامها. كان هذا اول لقاء بين سوزان ونانسي لكن الصداقة بينهما لم تستمر.
»كنتُ أعيش مع إنسانة هاجسها الموت... تضحك حين يحزن الجميع وتحزن عندما يضحكون«
اقترح سيمون اسمر ان تصور سوزان اول فيديو كليب لها واراد ان تظهر فيه ببراءة مرتدية فستاناً عادياً وان تكون على سجيتها بكل شيء. وفعلاً صُوّر الكليب على هذا النحو.
في تلك الفترة، تحسنت الامور في علاقة سوزان وعلي مع أهله بواسطة ابن عمّه عمر منصور الذي أقلّ علي في سيارته الى مكان عمل ابيه، حيث تحدث اليه وقال له انهما يعملان في الفن بشرف واذا اعترضتهما صعوبات فسينسيا الفن وأهله. كان هذا اللقاء كفيلاً لإعادة المياه الى مجاريها وارتاحت سوزان الى هذا الوضع الجديد واحبها اهل علي كثيراً لانهم وجدوها بريئة ومحترمة. وحين قرروا تصوير اغنية »انا كده لما حب« كان على علي ان يستعد لامتحانات السنة الثانية في الجامعة فعاد الى الغازية ليدرس هناك، فيما استقرت سوزان في بيت اهله وتولى شقيقه احمد مزنر ادارة اعمالها بدلاً منه. وخلال تصوير الكليب اتصلت به للاطمئنان الى اخباره واخبرته ان الامور تسير بشكل جيد. لقد شجعته على العودة الى الجامعة لانها لم تكن قادرة على ذلك في ظل انشغالاتها الفنية، وكانت تزوره في الغازية ،تحمل اليه الطعام والحلوى وتعرض ان تنام عنده، لكنّه كان يرفض بغية التركيز على الدرس. كان الحي كله يتجمع في منزلهم عندما تصل، فالكبار والصغار يريدون مشاهدتها.
قصّة شرف وكرامة
كان علي يرفض ان يقبّلها المعجبون احتراماً له، وقدّرت سوزان هذا الامر كثيراً. يقول علي:«كنا مرة في احد فنادق دبي، فرنّ جرس الهاتف، ردت سوزان وقال لها احدهم »هل يمكنك النزول الى بهو الفندق لنتكلم قليلاً« فأجابت »حسناً، لكن زوجي علي هو الذي سيتحدث اليك«. نزلت بالنيابة عنها وقال لي الرجل »اتمنى الا تسيء فهمي. سوزان مطلوبة لإحياء سهرة خاصة واجرها سيكون 150 الف دولار. ستغني وتعود الى الفندق في ساعة متقدمة، ولكن لا يمكنك ان تكون معها«. فهمت ما يرمي اليه فأجبته »اتحدث اليك الان بالنيابة عني وعن زوجتي. هذا الموضوع غير وارد فاذهب وفتش عن غيرنا لاننا لا نتنازل عن شرفنا وكرامتنا. وحين اخبرت سوزان بما جرى غضبت جداً«.
يذكر علي أنّ هناك متعهد حفلات اسمه عادل كانوا قد التقوه مراراً وكان يتصل به عدّة مرات في اليوم الواحد ثم يقول له «اعطني سوزان اريد ان احييها». وحين شعرت سوزان بان نيته غير سليمة تشاجرت معه على الهاتف وطلبت منه الا يتصل بها مجدداً على هاتفها الخاص رافضة التعاون معه من اجل حفلات. كما كان هناك ايضاً شخصية سياسية لبنانية معروفة اتصلت بسوزان وعرضت مالاً عليها، فغضبت بشدة وقالت لهذا الشخص «يا عيب الشوم عليكم، اذهبوا الى زوجاتكم المحللة عليكم ولا تنظروا الى من ليس حلالكم«. هذه الامور اثرت سلباً بسوزان وباتت تشعر بان الناس لا يلتفتون الى صوتها بل الى جمالها فقط. فعمل علي على تهدئتها واكّد لها ان هناك جمهوراً كبيراً يحب صوتها وهو الذي سيكملان معه مسيرتهما. الواقع ان هذه الحوادث تكررت كثيراً وتركت اثراً سلبياً لدى سوزان لانها فتاة محافظة، تربت على التقاليد على الرغم من الخلاف بين ابيها وامها.
سأموت سواء اليوم او غداً
«لم تغب مسحة التشاؤم عن كلام سوزان. كانت تستخدم عبارات مثل »قد لا انجح« و»قد تتركني«، وحين نكون في الطائرة كانت تقول »قد تقع الطائرة ونموت« اما اذا كنا في السيارة فتقول »قد نتعرض لحادث ونموت«. كان الموت هاجسها الدائم«.ويتابع علي كلامه ويتذكّر:» كنا نسهر سوزان وانا في احد المقاهي وكان يوم ممطر. وفي طريق عودتنا الى منزلنا في الحمراء انزلقت السيارة بسبب الامطار وتحطم الزجاج من جهتي فاصيبت بجرح في يدها واصبت انا في رجلي. اتصلنا بصديقي حسن نجم ليأتي ويقلنا وبعدما قام بذلك قالت لي »لن اموت الا في حادث سير«. وفي العام 1996 كنا في منزلنا في الحمراء نشاهد مسلسل فوقعت هزة قوية وركضت مثل المجنون خشية ان تهوي الثريا عليّ. اما هي فاستمرت تشاهد المسلسل كأن شيئاً لم يحدث، فسألتها »ألم تخافي؟«، فقالت لي »ولماذا اخاف، في النهاية سأموت سواء اليوم او غداً«. وفي اليوم التالي، وقعت هزة اخرى أثناء الغداء وتكسّرت الصحون. المفارقة انني كنت خائفاً جداً في حين كانت سوزان تضحك. الواقع انني كنت اعيش مع انسانة مضطربة، تضحك حين يحزن الجميع وتحزن عندما يضحكون. كنت اعيش ايضاً مع انسانة هاجسها الدائم الموت.
العرّابة
لم يمض وقت طويل حتى طلبت الام سيارة، فقال علي لسوزان »صحيح ان لدينا مالاً، ولكن لا تنسي ان نفقاتنا كثيرة فاي فستان تشترينه لا يقل سعره عن ثلاثة آلاف دولار واي حذاء لا يكلفنا اقل من 500 دولار«. استنتجت سوزان انّ علي يكره امها، وتعزز لديها هذا الشعور مع قول الام لابنتها انّه استغلها واصرارها في الوقت نفسه على موضوع السيارة. بدأت المشاكل بينهما تتراكم وتولّد لديه اقتناع بان عليه ابعادها عن امها. لكن تعلّق سوزان بوالدتها ازداد، وقد استغلت الام هذا الامر لمصلحتها وسعت الى توسيع الهوة بينهما لتحلّ مكان علي وتصبح هي عرابة سوزان.
يقول علي:» كانت الام تحرض سوزان عليّ ، وكانت تتظاهر بانها مسكينة وضعيفة لتستدر عاطفة سوزان اكثر، والله وحده يعلم ما كانت تخفيه في نفسها. عندها، قررت ان امنع سوزان نهائياً من متابعة مسيرتها الفنية لانني شعرت بانها ستضيع، خصوصا في وجود امها التي احمّلها وحدها امام الله مسؤولية ما حلّ بابنتها«.
محاولة فاشلة
أصبح من الصعب ان يعيش علي مع سوزان تحت سقف واحد، فاتّصل باهلها وطلب منهم ان يتفاهموا لحل مشاكلهم. جاء والدها وشقيقها واعمامها ومختار المنطقة التي يقيمون فيها اضافة الى اقرباء للزوج، وخلال الجلسة صدر من والدة سوزان كلام جارح جداً بحق عائلة علي كأنها تريد ان »تطفش« ابنتها. هذا ما ردّده علي ويتابع:» ادّعت سوزان المرض بتحريض من امها، وسرعان ما اكتشفت انها تخرج من المنزل وهي في احسن حال. الحق ان والدها كان شهماً الى ابعد حدود، فقد اعتبر انه يمكن معالجة الامر بهدوء ووعد بترتيب الامر مع ابنته لاعادة المياه الى مجاريها. كما رحّب بفكرة عدم استمرار سوزان في طريق الفن.
في اليوم التالي، فوجئ علي بان سوزان رفعت شكوى عليّ. فقد جاءت الشرطة وطلبت منه الحضور الى المخفر حيث تبيّن له انها تتهمه بااتعرّض لها والضرب. كان ثمة تقرير وضعه طبيب شرعي لاثبات ذلك، لكنه كان حافلاً بالتناقضات وساد لديه اعتقاد ان الامر كله صنيعة الام التي تسعى الى الضغط عليه لاجباره على الطلاق، لكن المحاولة فشلت.
من ادّعى على من؟
بعدها، تقدّمت سوزان بدعوى الى المحكمة الشرعية طالبة الطلاق. لكن المحكمة ردّت الدعوى لعدم صحة الادعاء. لم يكن علي موافقاً اصلاً على موضوع الطلاق فيوضح السبب:» لانّني لا أريد تدمير علاقتنا ومنزلنا، ولكن بدا ان امها تريد هذا الطلاق باي ثمن. ادّعوا عليّ ايضاً انني اقوم بتشغيل جسد زوجتي، واحضروا شاهدة تبيّن فيما بعد انها راقصة وصديقة لسوزان، فلم يؤخذ بكلامها. خلال الجلسات في المحكمة، اتهمتني سوزان بانني اريد ارغامها على البقاء في مجال الفن، فجرحتني بهذا الكلام وتأكّدت اكثر ان المال والشهرة اعميا بصيرتها. قضت المحكمة بان تتم المساكنة بين الزوجين، ثم سارعت الى الحصول من المحكمة الشرعية على منع سفر معجل بحق سوزان فلم تعد قادرة على مغادرة لبنان واوصدت جميع الابواب في وجهها. حاولوا بعدها اجباري على الطلاق عن طريق التهديد. فقد اتصل بي شخص اسمه روجيه وقال لي »اذا لم تطلق سوزان خلال 48 ساعة فلن يعرف احد مكانك«. فادّعيت عليه وأوقفته الشرطة. لكنّ الملف أُقفل وأُفرج عنه في اليوم ذاته بعد تدخل شخصية سياسية كبيرة.
الام خطّّطت والزوج الاول هدّد والآخر زوّر... فضاعت الحقيقة ومعها سوزان
بدأ العد العكسي لعلاقة علي مزنر بزوجته سوزان تميم، بعد التدخل المتزايد لأمها في شؤونهما، بحسب مزنر، وسرعان ما تحول الامر الى دعاوى قضائية واتهامات. طلبت سوزان الطلاق بعدما اتهمته بضربها، ربح حكم المساكنة بحقها ومنعها من السفر الى ان غادرت بيروت من خلف ظهره ايذاناً بمرحلة جديدة اكثر اثارة.
فتصرفات والدة سوزان حيال عائلة علي دفعته لان يشتكي عليها في النيابة العامة بتهمة اقتحام منزل اهله وسرقة مال منه واخذ زوجته عنوة. لكنّه تراجع عن الشكوى لان عبد الستار والد سوزان وعده بتجاوز الازمة مشترطاً عليه ان يمنع زوجته من الاحتذاء بوالدتها، وكان هذا مطلب علي في الاساس.
بعد الخلافات بين علي وسوزان، وبعد أن ردّ طلبها بالطلاق وعلى اثرها انهالت عليه التهديدات والصوت لرجل على رقم الهاتف 633099-632424، وبما أنّه خشي من تنفيذ التهديد كما أنّه لم يرغب بالطلاق، جاء طالباً تكليف ومخابرة مديرية الهاتف بمراقبة خطّ التلفون الخاص به وأتخذ حق الادعاء ضد مجهول بجرم تهديد بالقتل طالباً اجراء المقتضى القانوني بالفعل بعد كشف هويته مع التحفظ لجهة العطل والضرر.
حضرة المدعي العام الاستئنافي في بيروت المحترم
المدعي: علي حسين مزنر
المدعى عليه: مجهول
موضوع الشكوى: تهديد بواسطة الهاتف
طريق مسدود
تراكمت المشاكل اكثر وحاولت مادونا والياس الرحباني اصلاح الامور بينهما من دون جدوى. كان علي لايزال يخشى على سوزان من الضياع، فتقدّم بدعوى مساكنة جديدة في المحكمة الشرعية، وبعد ثلاثة اشهر قضى الحكم بان تساكن سوزان تميم زوجها علي مزنر، واذا تخلفت عن ذلك تعتبر امرأة ناشذة بحسب المذهب الجعفري. استأنفت سوزان الحكم، فاعادت المحكمة العليا برئاسة القاضي حسن عواد المحاكمة وصادقت في النهاية على القرار الاول وألزمت سوزان مجدداً مساكنة زوجها. هنا، باتت سوزان في ضياع تام وشعرت بانها وصلت الى طريق مسدود.
بعدها، علِم علي بان سوزان تستعد لإحياء حفلة في احد مطاعم منطقة المعاملتين ، فاستحصل على قرار بمنعها من الغناء وبعث الى اصحاب المطعم بنسخة منه مهدداً بالادعاء عليهم في حال اقاموا الحفلة، وبالفعل تم الغاؤها. ثم علِم ان امها اعدت لها حفلة خاصة في فندق »شيراتون« في سورية، فقصد صديقه نقولا كرم شقيق الفنانة نجوى كرم وكان يعلم ان صداقة قوية تربطه بادارة الفندق. توجها معاً في سيارته الى دمشق واطلعا الادارة على الحكم الصادر بحق سوزان، فشعروا بانهم خدعوا خصوصاً ان والدة سوزان كانت ابلغتهم انها مطلقة.
خطّة متقنة
لكن الام لم تيأس ودبّرت مكيدة جديدة في ما يأتي وقائعها: اراد والد سوزان ان يأخذها من بيت امها تنفيذاً لحكم المساكنة، فاتصل به الفنان الياس الرحباني ودعاه الى غداء في منزله لمصالحته على سوزان ووالدتها. وصلت علي الى المنزل وكان بين الحاضرين ممثل مصري معروف باتقانه رياضة الكاراتيه. تعاتب كلا الطرفين واوهموا علي ان لا نجاح لسوزان الا بادارته فصدقتهم. كما دعاهم الممثل المصري الى القاهرة لتمضية شهر عسل جديد وليعرفهم الى منتج سينمائي يريد ان تكون سوزان نجمة احد افلامه، وطلب منه الممثل ان يرفع قرار منع السفر عن سوزان. وفي اليوم التالي اتصلت به سوزان ودعته الى تناول العشاء في منزل امها في عائشة بكار « لتسوية كل الامور. قصد منزلهم فعاملوه كأن شيئاً لم يحدث بينهم. ثم اصروا عليه ان يشرب كوب عصير كانت والدة سوزان اعدته ولم يعرف بعدها ماذا حصل له. في اليوم التالي، توجّه الى المحكمة الشرعية وطلب السماح لسوزان بالسفر، فأنّبنه الجميع ونبهوه الى ان في الامر مكيدة من والدتها التي ستعيد ابنتها الى الغناء ولكن في الخارج. لكنّه لم يكترث واصرّ على الحصول على اذن السفر في اليوم نفسه، ثم توجّه الى منزل والدتها وسلّمها الإذن. وبعد دقائق هاتفته سوزان فاعتذر عن عدم التحدث اليها لانّه كان منشغلاً وطلب منها معاودة الاتصال لاحقاً. لكنها لم تتصل، فهاتفها ليلاً على رقمها الخلوي فكان مغلقاً. وبعد تدقيق، علم بما حيك ضده وعرف ان سوزان وامها هربتا الى فرنسا.
deal or no deal
وقّعت سوزان عقداً بواسطة خالها المقيم في باريس مع فندق في الشانزليزيه يملكه عادل معتوق، واستقرّت مع امها في احدى غرفه. كان لا بد من علي ان يتابع اخبار امرأة لا تزال زوجته وفي حقها حكم مساكنة، وتمكّن من التعرف الى صحافي من قريته يعمل في فرنسا وكلّفه التقصي عن سوزان، فأخبره ان عادل معتوق يهتم بها ويسيّر امورها. في تلك الفترة، ادّى علي خدمة العلم. ثم ابلغه احد معارفه ان شخصاً اسمه عادل معتوق يريد التحدث اليه، فقال له »هذا هو الشخص الذي تغني زوجتك عنده« ووافق. اتصل به معتوق مساء واخبرنه ان سوزان تغني في فندقه فقال له علي »كيف تسمح لها بذلك وهي على ذمة رجل وهاربة من بيتها الزوجي«، فدعاه عادل للحضور الى باريس ليتكلما بالامر فرفض علي. ثم تابع مدير اعماله شوقي معتوق الموضوع معه وسأله »ماذا تطلب ليتم الطلاق؟«، فأجاب »ان تعود سوزان الى بيتي«. واجتمع بعد ذلك بعادل معتوق في مكتبه الكائن في »سنتر مشخص« قرب فندق »سان جورج« فعرض عليه عشرة آلاف دولار ليطلّق فرفض. وحاول مراراً اغرائه عبر مدير اعماله فلم يصلا الى نتيجة. ولأنه ظل على علاقة بسوزان، رفع علي عليها دعوى زنا لانها لا تزال على ذمتّه وتساكن رجلاً آخر. كانت سوزان قد اقامت عقد زواج شرعي مع عادل معتوق، وبذلك أصبحت متزوجة رجلين، الاول، بموجب عقد شرعي وقانوني والثاني، بموجب عقد شرعي.
قبل وبعد...ما الفرق؟
في العام 2006 وبعدما ساءت علاقة سوزان بعادل معتوق ادّعت على علي وعليه بانهما تواطآ معاً لتزوير وثيقة طلاق علي منها بحيث يكون تاريخها سابقاً لتاريخ زواجها من معتوق. هذه الدعوى لا تزال قائمة حتى اليوم، فاذا ثبتت صحة طلاقه منها يصار بعدها الى اثبات صحة زواجها من عادل معتوق، اما اذا ثبت ان الطلاق مزوّر فعندها يكون زواج عادل معتوق من سوزان تميم باطلاً وغير شرعي وتكون لا تزال على ذمة زوجها علي مزنر. هذا غيض من فيض المعلومات والوثائق التي تتصل بهذا الملف، ويمكن ان يصار الى كشف اسراره في مرحلة لاحقة.
تقرير الطبيب
جاء في افادة الطبيب الشرعي الدكتور عدنان دياب الاخصائي في الجراحة بعد معاينته لسوزان تميم ما يأتي:
لدى معاينتي يوم الثلاثاء في 25/11/1997في الساعة الثالثة بعد الظهر للسيدة سوزان عبد الستار تميم المولودة سنة 1977 رقم السجّل 191 مصيطبة، وبناء لطلبها والتي تدّعي بأنها تعرضت للاعتداء بالضرب بالايدي والارجل من قبل زوجها المدعو علي حسين مزنر في منزل اهله حيث تسكن في رأس النبع مقابل العاملية طابق 4 وذلك في الساعة العاشرة مساءً من يوم الاثنين في 1997/11/24 وبعد الكشف عليها تبين انها مصابة بـ:
- رضوض وتورّمات موضعية في الرأس من القمة والخلف والجانبين.
- رضّة وتورّم وتجمع دموي في مهجر العين اليسرى مع اضطراب في النظر فيها وحساسية على الضوء ودوخة عند تعرضها للضوء مما يستوجب المعاينة من اخصائي لتقدير مدى اصابتها.
- آثار ضربات في الظهر والكتفين والعين والورك تستدعي التعطيل الكامل لمدّة ثمانية ايام من تاريخه مع التحفظ لجهة العين اليسرى واي اشتراعات قد تحصل نتيجة الرضة فيها.
بين أوراق الدعاوى والطّلاق المزوّر ظهر طفل مجهول المكان أمّا هويته »علي وسوزان«
إن تاريخ 1/12/2009 سينضم الى واحد من »التواريخ« المثيرة في ملف سوزان تميم المتشعب. لا سيما في الجوانب الملتبسة المتعلقة بزيجاتها وحملها وورثتها وما شابه.
لم يشأ علي مزنر »القفز الى المستقبل« في حكايته مع سوزان، خصوصاً ان المسألة التي تعنيه هي في يد القضاء، لكنه ألمح الى انه ما زال زوج سوزان »شاء أم ابى«، لافتاً الى مستجدات قد تخلط الاوراق، معلقاً على بعض التعليقات التي تناولت »قصتهما« هو وسوزان، لا سيما في شأن حملها منه وما شابه.
كما حظي كلام علي عن حمل سوزان باهتمام القراء لا سيما من الموكلين المتخاصمين في دعاوى تتصل بقضيتها بسبب احتمال وجود مولود من علي مزنر، لأن ثبوت هذا الامر قد يعيد خلط الاوراق في مسألتي التعويض والميراث، فما حقيقة هذا الامر؟
لم تكن في نيتي اثارة هذا الموضوع او ذاك علماً ان هذه المسألة لو كانت من قبيل التجني لتعرضت لملاحقة قضائية، وعلى الاقل من ذويها، علماً انّه لم يبرز سوى دعوى كانت الراحلة سوزان رفعتها ضده وانتهت بقرار تثبيت زواجهما حماية للجنين بعدما تأكدت سوزان وهيئة المحكمة بأن دعواها كانت حقيقية من خلال الأدلة والبراهين. واذا تبنت الجنايات القرار بإدانة مزنر بتزوير طلاقه من سوزان، فهذا يعني انه ما زال زوجها، وتالياً فإن اي زيجات لها لاحقا ستُعتبر باطلة.
طلب طلاق
حضرة فضيلة قاضي بعبدا الجعفري المحترم
طالبة الطلاق: سوزان عبد الستار تميم.
الاقامة: بيت والدها، الشياح شارع المصبغة، ملك كمال كزما الطابق الاول. المطلوب طلاقها من: علي حسين مزنر الاقامة رأس النبع، تجاه العاملية، شارع عمر بن الخطاب، بناية الفران، الطابق الرابع.
الدعوى: طلب طلاق.
الموضوع: ان المدعى عليه علي حسين مزنر هو زوجي الشرعي لا يوجد تفاهم ولا انسجام بيننا وهو يضربني ضرباً مبرحاً ويتصرف تصرفاً غير انساني.
لذلك، أطلب من فضيلتكم تعيين جلسة قانونية ودعوته لهذه المحكمة واجراء طلاقي منه على الوجه الشرعي بسبب تصرفاته غير الانسانية وبسبب ضربه لي المتكرر ومعاملته السيئة.
وفيه تشكلت هيئة المحكمة بتاريخ 1997/12/9 من القاضي الشيخ حسن مرمر والقاضي حسن الخطيب. فتحت الجلسة علناً لذوي كلا الطرفين فحضر المدعى عليه ولم تحضر المدعية وطلب المدعى عليه رد الدعوى لعدم صحتها القانونية ولعدم قانونيتها وعليه تقرر ارجاء الجلسة للتدقيق الى يوم الثلاثاء الواقع في 1998/1/20.
عرض القضية على السيد فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى،
السيد محمد حسين فضل الله دام ظله
السلام عليكم مولانا، انه لمن المؤسف والمخجل حقاً ان تتضمن اللائحة المقدمة من زوجتي سوزان تميم وكيلها المحامي عمار عمار، ادعاءات وافتراءات اقل ما يقال فيها انها مزيفة، وعارية عن الصحة على الاطلاق، لانها تضمنت وقائع مغايرة للحقيقة تماماً، وتقلبها رأساً على عقب.
وذلك: وصولاً لمبتغاها، والحصول على الطلاق، لطموحها الاساسي الذي كانت تنشده، وهو ان يكون الطلاق سبيلاً لتحريرها من الزواج، والعودة الى عالم »الفن والغناء«.
ويتأكد ذلك من الحقائق التي سوف ادلي بها، والتي تدحض كل مزاعم المدعية، وفقاً لما يلي:
أولاً: تدلي المدعية بأنها تعرفت عليّ على مقاعد الدراسة، وان زواجي منها كان بطريقة الخطيفة، ومن دون علم وموافقة اهلها، فهذا صحيح.
لكن يبدو ان المدعية لم ترغب في الادلاء بأسباب هذا الزواج، الذي حصل بسبب هروبها من بيت والدتها، ولجوئها اليّ زاعمة انها لا تريد العودة ابداً الى بيت امها، والا فسوف تسيح في البلاد، وان اسباب هروبها ليس فقط خلافها الدائم مع امها، بل ومن جراء جوّها العائلي المتفكك، اذ كانت قبل سنة قد هربت من بيت والدها، وقرّرت العيش مع والدتها المطلّقة، ثم دبّت الخلافات بينهما، وذلك لأسباب كنت اجهلها، لأنني لم اكن بعد على معرفة بها، ثم لما تعرفنا الى بعضنا، وارتبطنا برابطة الحب، اطلعت على اوضاع حياتها وما تعاني به من المشاكل، فكان محتماً، تحت تأثير عاطفة الحب ان استجيب لطلبها، وأعقد زواجي عليها على شريعة الله تعالى ورسوله الكريم.
وانني اترك لاقرار المدعية نفسها في محضر التحقيق لدى مفرزة الشرطة القضائية في بيروت بتاريخ 1996/7/31، ما يثبت صحة اقوالي، بارادة وتصميم المدعية عدم العيش مع امها او ابيها، وتفضيلها العيش معي، اذ صرحت حرفياً في المحضر:
»انني امرأة راشدة لنفسي، وطالبة جامعية، ولا ارغب في اي حال من الاحوال العودة الى كنف والدي او والدتي. اذ ان الخلاف بينهما ادى بي الى تعلقي بزوجي علي مزنر وتفضيلي العيش معه على اخرين«.
شئت او ابيت
يقول علي:» بصراحة ما ازال انا زوج سوزان تميم وسيثبت ذلك، شئتُ او ابيتُ، في القريب العاجل. وانا على استعداد ان اتناظر اعلامياً وعلى شاشات التلفزة مع مطلق اي شخص يدّعي بزواجه من سوزان. علّ تلك الحادثة الاليمة التي جرحت البعيد قبل القريب تكون سبباً لصحوة ضمير كل من يدعي بزواجه منها، فهي الآن في دار الحق ولا تجوز عليها الا الرحمة وقول الحق عنها«.
وما تبقّى من سوزان، كثرة المحاكم لأن ورثتها حلوا مكانها.لأنه حتى تاريخ هذه اللحظة الدعاوى قائمة فيما يتعلق بمسألة الزواج والطلاق ولم يبتّ بها القضاء حتى تاريخه في انتظار »المستجدات« الجديدة.
ابتعدت عن الاضواء في الوقت الذي انشغل العالم بمتابعة جريمة قتل سوزان وتداعياتها لأن ليس لي علاقة بقتلها لا من قريب ولا من بعيد، فكنت في فترة حداد حتى مرت الذكرى السنوية لرحيلها. »كما قرأت لها الفاتحة بعيداً عن الاضواء«.
ما اتمناه هو مصافحة هشام طلعت
»حدسي واحساسي يتنبآن بالبراءة للسيد هشام طلعت مصطفى، فهو اكبر وأغنى من ان يلوث تاريخه السياسي والاقتصادي العريق بالدم«. وفي رأيي ان قصة سوزان تميم ستكون شبيهة بالاغتيالات التي تحيكها الاستخبارات العالمية. ما يعني ان القاتل سيظل طليقاً بينما سوزان وحدها تعرف من قتلها والسر دفن معها. وما اتمناه هو مصافحة هشام طلعت يوماً لتهنئته بخروجه مرفوع الرأس من محنته فالظلم لا يبيت الا قليلاً.
ماذا بعد؟
المفاجأة ليست في خبر القضية ولكن في القنابل التي فجرها علي مزنر في حواره. لقد اعترف مزنر بأنه زوّر أوراق الطلاق من سوزان تميم وأنها ماتت وهي علي ذمته. وإذا كان ما اعترف به صحيحا فهذا يعني أن عادل معتوق ليس زوجها كما يعرف الناس جميعا. يعني أيضا أن من حق»مزنر« أن يرث سوزان. المفاجأة الأكبر ان علي مزنر اعترف بوجود ابن سري لسوزان تميم من صلبه لكنه لن يكشف عن مكان وجوده الان.
القاتل والمُحرّض »مجرم« قانوناً و»عضو في المجلس الأعلى« و»ضابط أمن«
بعد أن تناولنا الحديث عن عائلة سوزان تميم وردات فعلهم، بعد أن حاول معتوق اتهام أهلها ببيعها، بعد أن حاول علي مزنر اثبات أنّه الزوج الشرعي والقانوني الوحيد. ففي معترك هذه الاحداث ورد اسم هشام طلعت ومحسن السكري مرّات عدّة وخصوصاً أنًهما متهمان بقتل سوزان تميم، فما حقيقة هذان الشخصان؟
كان اسم طلعت مصطفى اقترن للمرة الاولى بسوزان تميم في أواخر العام 2005 بعد الدعوى الشهيرة التي أقامها ضده عادل معتوق زوج الفنانة اللبنانية بتهمة التحريض على قتله بالاشتراك مع سوزان ووالدتها.
وقد نفى طلعت في حينها أي علاقة له بالقضية، واعتبر أن اقحام اسمه هو نوع من الابتزاز والتشهير، بينما كان معتوق يتهم والدة سوزان وشقيقها بالتخطيط لقتله بسبب رفضه تطليق سوزان.
هشام طلعت مصطفى عضو في المجلس الأعلى للسياسات أبرز لجان الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم والذي يرأسه جمال حسني مبارك ويشغل منصب وكيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى، ويمتلك واحدة من أكبر شركات التنمية العقارية في مصر وتقدّر ثروته بالمليارات، وأدّى توقيفه وإحالته إلى محكمة الجنايات الى انهيار سهم»مجموعة طلعت مصطفى» في البورصة المصرية.
أما المتّهم الأول والذي نفّذ الجريمة محسن السكري فكان ضابطاً سابقاً في الشرطة المصرية وتقاعد ثم عمل في شركات خاصة، كما أنّه عمل ضابط أمن في فندق»فورسيزنز« الذي يملكه مصطفى في الغردقة.
هبوط حاد
سارعت مجموعة طلعت مصطفى، إلى تعيين رئيس جديد لمجلس إدارتها خلفاً لهشام طلعت مصطفى هو شقيق الأخير طارق طلعت مصطفى الذي صار رئيساً لمجلس الادارة وعضواً منتدبا للمجموعة بدءاً من الثاني من ايلول. وأدى نبأ إحالة مصطفى إلي التحقيقات بتهمة التورط في مقتل سوزان تميم إلي هبوط حاد لسهم المجموعة مسجلا أدنى مستوى له علي الإطلاق منذ إدراجه بالبورصة ، وهبط سهم الشركة إلى 4,99 جنيه بنسبة هبوط تجاوزت15٪ خلال التعاملات قبل أن يغلق على 5,36 جنيه بعد تداولات قياسية على السهم بلغت نحو48,8 مليون سهم.
وبعد إعلان القرار بساعات قليلة، عقد مجلس إدارة مجموعة»طلعت مصطفى القابضة« التي تدير أعمالا بمليارات الدولارات اجتماعاً طارئاً أعلن على إثره تعيين شقيقه طارق رئيساً لمجلس إدارتها وعضواً منتدباً لها اعتباراً من 2 أيلول بإجماع الأصوات. إن قرار الإحالة قد يؤدي إلى حالة ذعر بين المواطنين الحاجزين في مشروعاتها العقارية، وقدرت هذه الحجوزات في مشروع مدينتي وحده بـ22 مليار جنيه.
من جانبه، قال حاتم نصار مستشار الاتصالات بالمجموعة إن الرئيس الجديد هو رئيس لجنة الاسكان بالبرلمان وإنه يتمتّع بسمعة طيّبة، ومن المتوقع أن يؤدي تعيينه على رأس الشركة إلى طمأنة المستثمرين.
جاء قرار النائب العام المصري بإحالة مصطفى والسكري للجنايات على عكس كل التوقعات التي شاعت في مصر خلال الأسابيع الماضية، التي كانت تشير إلى أنه سيتم طي صفحة القضية وإبعاد هشام طلعت عنها نظرا إلى نفوذه السياسي، بالإضافة إلى تأثيره الاقتصادي، إذ إنه يرأس أكبر الشركات العقارية في مصر ويعد أحد أهم أثريائها.
قبل اعتقاله، دشّن طلعت مصطفى حملة إعلانية ضخمة كلفته عشرات الملايين في محاولة لإثبات أنه لا علاقة له بما حدث وشراء بعض الأصوات الضعيفة في شارع الصحافة، علماً بأنه نفى في السابق أي علاقة له بمقتل المغنية اللبنانية.
بيان النائب العام
قال البيان الصادر عن مكتب النائب العام المصري أن المتّهم الأول محسن السكري قتل المجني عليها سوزان عبد الستار تميم عمداً مع سبق الإصرار، وقام بمراقبتها ورصد تحركاتها في لندن ثم تتبعها إلى دبي، حيث استقرت هناك.
أقام المتهم الأول بأحد الفنادق قرب مسكنها واشترى سكينا وتوجه إلى مسكنها وطرق بابها زاعماً أنه مندوب عن الشركة مالكة العقار الذي تقيم فيه ليسلمها هدية وخطاب شكر من الشركة، ففتحت له باب شقتها، فانهال عليها بالسكين محدثاً بها عدة إصابات لشل مقاومتها، وقام بذبحها قاطعاً الأوعية الدموية الرئيسية والقصبة الهوائية مما أودى بحياتها.
أضاف البيان أن الجريمة تمت بتحريض من المتهم الثاني هشام طلعت مصطفى مقابل حصول المتهم الأول منه على مبلغ مليوني دولار نقدا مقابل ارتكاب تلك الجريمة.
كما أشار البيان إلى أن المتهم الأول حاز بغير ترخيص سلاحاً نارياً »مسدس ماركة GZ عيار 6.35«.
المحرّض والقاتل...مجرم
في ما يتعلق بالمتهم الثاني هشام مصطفى ذكر البيان، أنه اشترك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في قتل المجني عليها انتقاماً منها، وذلك بأن حرّضه واتفق معه على قتلها واستأجره لذلك مقابل مليوني دولار، وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها وسهّل له تنقلاته بالحصول على تأشيرتي دخوله للمملكة المتحدة ودولة الإمارات.
لفت بيان النائب العام المصري إلى أنه بتاريخ 6-8-2008 ورد كتاب انتربول أبو ظبي بشأن طلب التحري عن المتهم الأول لارتكابه واقعة قتل المجني عليها في إمارة دبي، وتم ضبط المتهم المذكور وأمر النائب العام بإجراء التحقيقات في مكتبه الفني وطلب كل المعلومات وإجراءات الاستدلال وصورة التحقيقات التي أجرتها السلطات القضائية في دبي بشأن تلك الواقعة.
فور ورودها تم استجواب المتهم الأول، وأشار في أقواله إلى دور المتهم الثاني في هذا الحادث، وقد اتخذت النيابة العامة جميع الإجراءات القانونية التي يفرضها القانون والاتفاقيات الدولية واستخدمت صلاحياتها في حظر النشر فيها استناداً لسلطاتها المقررة قانوناً، كما أمر النائب العام بإدراج أسماء المتهمين على قوائم الممنوعين من السفر، وتم استصدار إذن من مجلس الشورى لاتخاذ الإجراءات الجنائية ضد المتهم الثاني لكونه عضواً بالمجلس وتم استجوابه واستكمال كل إجراءات التحقيق القانونية للوصول إلى حقيقة الواقعة.
إعلان النائب العام سبقه بثلاثة أيام، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، نزع الحصانة البرلمانية عن مصطفى بموافقة قطب الحزب الحاكم صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، بالإضافة إلى اعتقال النائب المصري واحتجازه في مكان آمن لحين إتمام المحاكمة، خوفاً من تمكنه من الفرار للخارج.
قال مصدر قضائي:»أقوال المتهم السكري تدينه وتدين رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، لأن الأخير حرض وخصص أموالا لقتل سوزان تميم«. وحسب بيان الاتهام فان طلعت مصطفى دفع مليوني دولار للسكري لتنفيذ جريمة القتل انتقاما من سوزان تميم.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
اعداد: فيفيان الخولي
امراة بين رجلين
بداية مشاكل سوزان تميم مع أزواجها كانت عندما تم التعارف بينها وبين المنتج عادل معتوق في العام 2000 حين طلب منه المخرج سيمون أسمر ان يهتم بها ويدعمها فنيا حيث كان اللقاء الأول لهما في فرنسا حيث يدير عادل معتوق عدة مشاريع هناك وتمّ توقيع عقد مدته 15 سنة ويقضي بعدم تعاملها خلال هذه الفترة مع أي شركة أخرى وأن يكون انتاجها حصريا للشركة التي يمتلكها .
بعد طلاق سوزان تميم من زوجها الأول علي مزنر، تزوجت من عادل معتوق وبعد حوالي 8 أشهر بدأت الخلافات بينهما. واشتعل الموقف وزادت حدة المشاكل، فقد سافرت سوزان الى مصر على الرغم من حصول الزوج على قرار يمنع سفرها. وقيل يومها انه تم تهربيها من لبنان بطريقة اثارت الشكوك حولها ودخلت الأراضي المصرية بطريقة غير شرعية وانقطعت الاتصالات بين الزوجين حتى كانت الفترة التي بدأت فيها سوزان تتحدث عن زواجها. فقد كانت تعلن أحيانا انها متزوجة من عادل معتوق ثم تعود لتؤكد انها غير متزوجة منه، الأمر الذي اعتبره معتوق تشهيرا في حقه، فقرر اتخاذ الاجراءات القانونية عبر محاميه الخاص بالاضافة لاجراءات قانونية أخرى عبر محامي شركته على أساس إخلال سوزان بالعقد المبرم بينهما وهي الشركة التي تملك حقوق نقل وتسويق كل أعمالها وحفلاتها في الشرق الأوسط والدول الأوروبية. وحصل الزوج على حكم يؤكد الزواج وبمجرد علم سوزان بذلك سارعت لتقديم طعن في حكم زواجها من معتوق مؤكدة عدم صحة توقيعها وطالبت بوجوب رد الدعوى لبطلان عقد الزواج المزعوم بطلانا مطلقا لمخالفة المادة 13 من قانون حقوق العائلة في لبنان لأنه يمنع على امرأة ما زالت على ذمة الغير أن تعقد زواجا ثانيا حيث أكّدت سوزان انها كانت في هذه الفترة مازالت على ذمة زوجها الأول علي مزنر في حين إن عادل معتوق قدّم قسيمة الزواج المؤرخة بتاريخ 31 تموز 2002 وحكم طلاقها من زوجها الأول كانت بتاريخ 27 آذار 2003 وليس 5 شباط 2002 وبعد عدة جلسات انتهت المحكمة الى أن وقوع طلاق سوزان تميم من زوجها الاول كانت بتاريخ 5 شباط 2002 وتاريخ زواجها من عادل معتوق كان في 31 تموز 2002 وقامت سوزان بالطعن في هذا الحكم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد كانت هناك دعوى قضائية تقدم بها عادل ضد سوزان يتهمها قبل سفرها الى مصر بسرقة مبلغ 230 ألف دولار من الخزينة الموجودة في منزل الزوجية. وبعد عدة دعاوي قضائية متبادلة نجح الزوج في الحصول على قرار من المحكمة بإيقافها عن الغناء في كل المحطات التلفزيونية الفضائية والاذاعية بالاضافة لحكم طاعة تحت رقم أساسي 211-2003 إلا أن سوزان تميم استأنفت الحكم.
اتهام بمحاولة قتل عادل معتوق
لم تنتهي صراعات سوزان تميم مع عادل معتوق فقد تقدم بدعوة ضدها اتهمها فيها بمحاولة قتله.»تسلّم قاضي التحقيق في جبل لبنان فادي صوان يوم الاربعاء بتاريخ 16 كانون الأول 2004، ملف محاولة قتل متعهد الحفلات عادل معتوق، زوج المطربة سوزان تميم، بإطلاق النار عليه أثناء مروره بسيارته على أوتوستراد انطلياس قبل نحو شهرين.
كان معتوق تقدم بادعاء أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان أوضح خلاله أنه وفيما كان ماراً بسيارته على أوتوستراد انطلياس تجاوزته سيارة و»أمطرته بوابل من الرصاص«بشكل مباشر واخترقت رصاصتان زجاج سيارته واستقرتا في المقود فيما لامست ثالثة قميصه ونجا منها.
وأفادت مصادر معنية ان معتوق يشك بتورط زوجته ووالدتها بتدبير محاولة القتل نتيجة النزاعات القضائية بينهما، مشيراً الى أنه ليس لديه أي أعداء، لا سيما وأن تميم تقدمت قبيل الحادثة بشكوى ضده في مصر بجرم تهديدها وأوقف لمدة يومين وأفرج عنه لعدم علاقته بالموضوع.
يذكر أن مذكرة جلب أصدرها مكتب انتربول بيروت بحق تميم لاستردادها من مصر لكونها ملاحقة بجرم سرقة أموال ومجوهرات معتوق ولم يتم تنفيذها بعد.
ثمن الشهرة
لقيت سوزان مصرعها في دبي عندما عثر عليها مقتولة في شقتها في 28 تموز 2008 بعد أن عاجلها القاتل بمجرد دخوله باب الشقة بسكين على رقبتها، ونفى القائد العام لشرطة دبي في مؤتمر صحفي لاحقاً في 10 آب ما تردد في وسائل إعلامية عن التمثيل بالجثة أو قطع رقبتها أو طعنها عدة طعنات. وكانت وسائل إعلام ومواقع على الإنترنت ذكرت أنها توفيت إثر تلقيها عدة طعنات بالسكين، وإن جثتها قد تم التمثيل بها. كما أكدت عائلتها خلال التشييع أن جثتها غير مشوهة وأن وجهها سليم ودعت إلى عدم تصديق أي من الإشاعات الصادرة من كل الأطراف. وقد قامت شرطة دبي بالتحقيق في الجريمة.
علماً أنها قد سبق لها أن تقدمت ببلاغ لدى الشرطة المصرية تتهم فيه عادل معتوق بتهديدها. بحسب مصدر أمني إماراتي فانها قد أقامت في دبي بمنطقة المارينا منذ 5 أشهر بعد أن اشترت شقة في أحد الأبراج السكنية الفخمة في الصفوح بالجميرا.
من ناحية أخرى طلبت الحكومة اللبنانية من الإنتربول في دبي المشاركة في التحقيقات وتبادل المعلومات بخصوص مقتلها. ويتابع قضيتها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووزير العدل إبراهيم نجار.
وبحسب صحيفة غلف نيوز الإماراتية فقد صرح مصفف الشعر الخاص بها في بيروت إنها أرادت ترك الغناء والتوجه لإكمال دراستها في جامعة القاهرة. كما أكد الأمر أيضا أحد أصدقائها المقربين.
خلا تشييعها من الحضور الرسمي والنقابي
شيع جثمانها من جامع الخاشقجي بعد وصوله إلى بيروت من دبي في 4 آب 2008 ووريت في جبانة في بيروت في محلة قصقص، وقد خلا تشييعها من الحضور الرسمي والنقابي، وإقتصر على ذويها، كما حضر من الوسط الفني فقط الفنان معين شريف والممثل والمخرج باسم مغنية إضافة إلى مصفف الشعر جو رعد. ولم تحضر أي شخصية فنية أخرى.
حين تكلّم المال... كثُر المتّهمون فبيعت الحقيقة وبقيت الضحية واحدة »سوزان تميم«
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
جاء في مؤتمر صحفي لشرطة دبي في 11 آب 2008 أن القاتل الذي تم تصويره من قبل كاميرات أمن البرج السكني في منطقة المارينا بدبي قد تم القبض عليه في بلد عربي، ومن جهة أخرى ألقت الشرطة المصرية القبض على محسن السكري، والذي يشغل وظيفة ضابط أمن مدني في أحد الفنادق، والذي اعترف بتقاضيه مبلغ كبير ليقوم بقتلها، حيث ذكرت صحف إماراتية أن مشتبها بهما وصلا دبي قبل يومين من مقتلها وغادرا بعد مقتلها بساعات. ويشرف النائب العام المصري على التحقيقات الجارية.
وجه الإدعاء العام المصري تهما رسمية ضد رجل الأمن محسن السكري بقتلها مقابل مليوني دولار قبضها من هشام طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى للاستثمارات العقارية، وتمت إحالتهما إلى محكمة الجنايات ورفع الحصانة عن هشام مصطفى كونه عضو في مجلس الشورى المصري.
وجاء في نص الاتهام الرسمي إن هشام طلعت مصطفى شارك من خلال تحريض واتفاق ومساعدة المتهم الأول محسن السكري في قتل الضحية ثأراً. وأضاف »الإدعاء في منطوق النص إن مصطفى قدم للسكري معلومات خاصة وأموال ضرورية للتخطيط للجريمة وتنفيذها« وقد حكمت المحكمة على المتهمين يوم 21 أيار 2009 بإحالة أوراقهم لمفتي الديار المصرية تمهيداً لإعدامهم. و قد قام محامو المتهمين برفع دعوى نقض للحكم وتمّ تأجيله حتى شهر آذار من العام 2010.
وفي الرابع من آذار2010 قررت محكمة النقض المصرية إعادة محاكمة رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى والضابط السابق محسن السكري ، وقدّم الدفاع 41 سببا للطعن في أحكام الإعدام الصادرة ، ومن المرجح أن تستغرق إعادة محاكمة مصطفى والسكري ما يقرب من عامين.
»ماحدا بيقدر يكون مبسوط امام الموت«
تباينت ردود افعال افراد اسرة الفنانة البنانية الراحلة سوزان تميم على الحكم باعدام المتهمين بقتلها محسن السكرى وهشام طلعت مصطفى. تحدث نجيب ليان محامى عائلة سوزان تميم ، مؤكدا ان العائلة لم تكن تشعر بأي قلق ولكنها كانت تؤمن بالقضاء المصري وبهذه المحكمة وبأن دم سوزان لن يذهب هدراً.
اضاف : عبد الستار تميم ليس ممنوعا من دخول مصر ،ولا توجد عليه اى مراجعات امنية مع السلطات المصرية ، وانا كنت اعمل على القضية مع محامى زميل فى مصر. »ماحدا بيقدر يكون مبسوط امام الموت« مهما كان شكله وانا حضرت الحكم فى منزل سوزان تميم ومع اسرتها ومنهم من كان يصلي ومنهم من كان يبكى او يخبط راسه بالحائط او يقول الله اكبر ، ردات فعل مختلفة.
لم يلمس شعرة من رأسها
اضاف : كانت قناعتي راسخة بان هشام والسكرى سيحكم عليهم بالادانة وان السكرى سينال الاعدام. وعن التعويض قال :آخر نقطة انا مكلف بها هى الماديات لكن خلينا ننتظر حتى 25 تموز والمسار الطبيعي في كل قضية جنائية ان يطالب بتعويضات لكن هذه ليست المسألة الاهم بالنسبة للعائلة.
اضاف : »كان هشام طلعت يضطهد سوزان تميم ولاحقها وصفع والدتها وطردها وهناك عدة وقائع ثابتة فى الشهادات المقدمة وهناك نص لتسجيل صوتي بين سوزان وأحد العاملين مع هشام طلعت مصطفى يدعى عبد الخالق خوجة، وتحدثت فيه وهي تبكي مما تتعرض له من تهديدات من جانب هشام، وسلمت سوزان التسجيل لوالدها لاستخدامه في حال تعرضت لمكروه«. ونفى انه كان يعتقد ببراءة هشام وشدد على انه يحمد الله على الامساك به. قالت فيه انها لم تمنح نفسها لهشام طلعت مصطفى وانه لم يلمس شعرة من رأسها وانه يطاردها لهذا السبب وهذا التسجيل كانت ارسلته سوزان الى والدها وضمه الوالد ضمن مرفقات القضية والتسجيل يؤكد وجود توتر فى العلاقة.
وأكّد: »هشام طلعت لم يحرض فقط على الحكم ولكن شارك فى اعمال اعداد الجريمة وكان هو والسكري يؤلفان جسما واحدا ولو احدهما اتخذ قرار بعدم الاستمرار لما ارتكبت الجريمة وهذا برأيي »اللي خلّى المحكمة تأخذ بوجهة نظرنا«.
بين البيع والشراء
اعترف عبدالستار تميم ، أن عادل معتوق باع ابنته لهشام مقابل مبلغ مليون ومائتي ألف دولار مقابل طلاقه لسوزان تميم. وأضاف إنه يمتلك مستند يثبت صحة تلك المعلومات وصورة الشيك يحتفظ بها عنده.
حول البيان الذي أصدره زوج المطربة الراحلة عادل معتوق وطالب فيه بإعدام والدها لأنه السبب فيما حدث لها لعلاقته بهشام طلعت مصطفى، كذّب والد سوزان العديد من المعلومات التي جاءت في بيان عادل معتوق متهما إياه بالكذب والتزوير والتزييف، وقال إن عادل مختل عقليا وإن كان هشام قتل ابنته مرة فعادل معتوق قتلها ألف مرة .
عن أسباب منعه من دخول مصر قال إنه فوجئ بالقرار، كما نفى دخوله لمصر ومقابلته لهشام طلعت وعقده صفقة معه كما جاء في بيان عادل معتوق، وطلب من رئيس الجمهورية أن يسمح له بدخول مصر.
مليون و200 ألف دولار ثمناً لنهاية مشاكل سوزان تميم أم أجراً لنهاية حياتها ؟
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
استبعد عبد الستار تميم -والد المطربة اللبنانية القتيلة سوزان-أن يكون الملياردير المصري هشام طلعت مصطفى قام بقتل ابنته، مشيرا إلى أن هشام طلب منه يد سوزان وأنه التقى به في فندق »الفورسيزين« في القاهرة إلا أن ابنته رفضت الزواج منه بحجة أنها ما زالت على ذمة معتوق، وأن عدتها لم تنته.
وأوضح أن ابنته أرجعت رفضها أيضا إلى أن هشام طلعت متزوج ولديه أبناء، ورفض طلبها بتطليق زوجته، وهو ما أدى إلى نشوب خلافات بينهما بسبب كذبه عليها وإدعائه تركه لزوجته.
استدعت السلطات الإماراتية في اليوم الرابع لارتكاب جريمة مقتل سوزان تميم والدها عبد الستار ومُثل أمام سلطات التحقيق الإماراتية بعد حصوله على تأشيرة لاستكمال التحقيقات.
قال عبد الستار أن ابنته أقامت في مصر لمدة تجاوزت السنوات الأربع وإن سبب خروجها من لبنان كان خلافها مع رجل الأعمال اللبناني عادل معتوق الذي سافر إليها في مصر وحدثت بينهما مشادات انتهت في مراكز الشرطة.
أشار عبد الستار إلى أن رجل الأعمال المصري هشام مصطفى ساعد ابنته في حل كافة مشاكلها مع معتوق، حيث نسق مع المحامية كلارا الرميلي ومنحها شيكا ماليا بمبلغ مليون و200 ألف دولار لصالح معتوق للحصول على المخالصة القضائية منه وإسقاط كافة الدعاوي وحصولها على الطلاق.
أضاف عبد الستار أن ابنته غادرت مصر إلى لندن وأنه حاول إعادتها إلى مصر في إطار وساطته للإصلاح بينها وبين رجل الأعمال المصري والموافقة على طلب الأخير بالعودة إلى مصر، وحاول هشام أن يرسل طائرة خاصة لتعيدها إلا أن الظروف شاءت ألا تسافر الطائرة.
تابع قائلا »وعادت سوزان بنفسها إلى مصر إلا أن سلطات المطار رفضت دخولها بسبب قرار من النائب العام بمنعها من دخول البلاد، وعادت إلى لندن مرة أخرى، حيث دخلت مستشفى أمراض نفسية وعصبية وامتنعت عن الرد على مكالماته الهاتفية وغيّرت أرقام هواتفها وعنوان سكنها في بريطانيا، وأنها تعرضت بعد ذلك لإزعاجات كثيرة وتهديدات في لندن وقدّمت شكاوى ضد هشام أمام مراكز الشرطة.
محاولات مموّهة
لفت عبد الستار تميم -في أقواله أمام المحققين- عن أنه اضطر إلى السفر إلى لندن بصحبة طارق طلعت مصطفى شقيق رجل الأعمال لتصفية الخلافات بين هشام وسوزان لكنها رفضت مقابلتهما وأبلغتهما أنها قطعت علاقتها تماما بهشام وترفض أي حديث في هذا الموضوع، »وهو ما حدا بنا إلى العودة لمصر مرة أخرى، لكن هشام لم ييأس فأرسل والدتها ثريا بصحبة المحامية كلارا لإصلاح العلاقة إلا أنهما أخفقا أيضا«.
قال إن هشام كان يتابعها في لندن وكان يخبره بعناوين الأماكن التي تسكن فيها وعلاقتها مع رياض العزاوي، كما أبلغه أيضا بأن العزاوي مسجل خطر في لندن وأن ابنته اشترت شقة في دبي، مؤكدا أنه يستطيع أن يحضر له نسخة من عقد تلك الشقة.
كانت محكمة جنايات القاهرة قررت في الـ18 من تشرين الأول تأجيل النظر في قضية مقتل المطربة اللبنانية، والمتهم فيها طلعت مصطفى ومحسن السكري ضابط الشرطة السابق ومسؤول الأمن في أحد الفنادق إلى يوم الـ15 من تشرين الثاني المقبل.
الجدير بالذكر، أنّ هشام طلعت مصطفى -المحتجز داخل سجن مزرعة طرة منذ أيلول بعد خضوعه للتحقيق أمام المكتب الفني للنائب العام- يواجه تهمة تحريض ضابط الشرطة السابق محسن السكري على قتل المطربة اللبنانية مقابل مبلغ مليوني دولار.
ضاعت الحقيقة
عن التصريحات التي صرح بها المحامي البريطاني ميرس اسكنداري آخر محام لسوزان تميم بأنها كانت على خلاف مع والدها قبل رحيلها وذلك لمساندته لهشام طلعت ودعمه بالعديد من المستندات ضدها، نفى عبدالستار تميم ذلك مؤكدا إنه كان يقف مع رغبات ابنته وإنه ترك لها الخيار وطالبها بإنهاء مشاكلها مع عادل معتوق.
وحول علاقة سوزان بهشام طلعت قال إنها بدأت منذ عدة أعوام ولم تكن المقابلة في العمرة التي دعاهم إليها هشام طلعت المرة الأولى للتعارف، وقال إن طارق طلعت مصطفى الأخ الأكبر لهشام طلب خطبة ابنته سوزان لهشام، وأضاف إنه قد بين لهم أن هناك مشاكل مع زوجها عادل معتوق، وعلى حد قوله قال إن أسرة طلعت مصطفى قد تكفلت بحل تلك المشاكل.
كما تحدث تميم حول الزواج الأول لابنته من شخص يدعى »علي مزنر« والذي منعها من السفر من لبنان إلى أنها استطاعت أن تسافر إلى فرنسا وتعمل عند عادل معتوق في ملهاه. وأكد أن زواج ابنته من عادل معتوق باطل وقد تم بالتزوير وهي على ذمة رجل آخر.
الثكلى تتحدّث
في غضون ذلك، أكدت ثريا الظريف والدة المطربة اللبنانية القتيلة سوزان تميم ، ان ابنتها عاشت حالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة بسبب الضغوط التي مارسها ضدها هشام طلعت ، ومطاردته لها بصفة مستمرة، مما اضطرها الى ترك القاهرة والهروب الى لندن.
قالت الظريف في تحقيقات النيابة التي أجريت مع أسرة سوزان في لبنان وتسلمها المكتب الفني للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام المصري، ان الخلافات اشتدت بين ابنتها ورجل الأعمال المحجوز حاليا ، خاصة بعد محاصرته لها ومطالبته بقطع جميع علاقاتها والاستقرار في القاهرة وعدم السفر الى أي دولة.
»قتلها أبوها مرّات وتاجر بها حين كانت على قيد الحياة واليوم يتاجر بدمها «
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
لم تترك سوى الديون
وصف عادل معتوق قرار محكمة الجنايات في القاهرة بإحالة هشام طلعت ومحسن السكرى إلى المفتى بالقرار»القاسي والعادل« وأنه ليس شامتا بأحد لأن لا أحد يشمت فى الموت حتى لو ممن قتل. قال معتوق أنه تألم لوصول الأمور إلى هذه الدرجة لكن الحكم جاء عادلا جدا، وقال»وعلى الذي قام بهذه الجريمة أن يتحمل حكم العدالة«.
وعن الصراع على ميراث سوزان تميم قال» لا أنتظر ميراث زوجتى وهذا الموضوع لا يهمني لأن أعمالي أكثر من ممتازة، والكلام في هذا الموضوع يحرجنى كثيرا«، مشيرا إلى أن سوزان لم تترك شيئا غير الديون والاقساط حتى الشقة التي اشترتها ما زالت عليها أقساط لأنها لم تسدد ثمنها كاملا، والحمد لله مشروعاتي تكفيني ولا أطلب أكثر من العدالة«. أضاف أنه لم يسمح لأي من محاميه أن يتحدث للصحافة باستثناء المحامي وليد الأبرش، أما المحامين الذين تناولوا القضية في مصر بزعم أنهم محاموه»فجميعهم كذبوا وانتحلوا صفة غير صحيحة«.
دور البريء
أشارعادل معتوق إلى أن كل الإشاعات التي روّجها عبد الستار تميم أمام وسائل الإعلام كان وراءها فقط مردود مادي لأنه تاجر بابنته حين كانت على قيد الحياة والآن يتاجر بدمها بعد موتها.
أشار إلى أن عبد الستار تميم نفى زواجه من سوزان ، لتحقيق مكاسب مادية ،حيث سينفرد وقتها بالمفاوضات مع محامي هشام طلعت لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية.
كما اتهم عادل معتوق والد سوزان بأنه كان يأخذ ابنته لتحيي حفلات خاصة للأثرياء العرب مقابل مبالغ مادية كبيرة ،وأن عادل معتوق اكتشف ذلك في إحدى المرّات، فغضب بشدة وذهب إلى سوزان قبل أن تستعد للذهاب للحفل وصفعها على وجهها وأسال منه الدماء.
كما عرض وثيقة زواجه من سوزان تميم ،ولقد احتوت تلك الوثيقة شرطا طالبت به تميم وهو إلزام عادل معتوق بعدم الزواج من أخرى.
برّر عادل معتوق هذا الشرط بأن سوزان تميم كانت تحبّه بشدة ،أنها كانت تغار عليه غيرة غير طبيعية ،وأن هذه الغيرة دفعتها لأن تحاول الانتحار أكثر من مرة.
الحب والغيرة
لقد حكى عادل معتوق عن محاولات انتحار سوزان تميم ،وأشار إلى أنه في إحدى المرات حدثت مشادة بسيطة بينهما ، حيث كان مسافرا إلى بلد آخر ،وفوجيء برسائل من الشرطة تخبره بأن سوزان تميم تناولت أدوية منومة بكميات كبيرة في محاولة للانتحار، وذلك بعد أن كان قد أخبرها قبل سفره بأنه يريد الانفصال عنها.
كما أشار إلى محاولة انتحار أخرى قامت بها قبل زواجها منه، وذلك بعد حادثة تسبب بها والدها،حيث تدخل بشكل ما ،وفرض شروط مادية مبالغ فيها،مما جعله يقرر الانفصال عنها ،ولكنه فوجيء بعد ذلك بعدة أيام أن والدتها تخبره أن سوزان في المستشفى بحالة صعبة ،وحينما رفض عادل الذهاب إلى سوزان ،جاء والدها إليه وتوسل وبكي من أجل أن يتزوجها.
من هم القتلة الحقيقيون؟
أكد عادل معتوق أن سبب مأساة سوزان تميم أنها عاشت مفتقدة للأمان ،وأنها كانت تعاني من مشاكل نفسية كبيرة حتى أنها طردت أمها من المنزل وقطعت علاقتها بها واتهمتها بأنها السبب في انفصالها عن زوجها عادل معتوق.
أكد عادل أن القاتل الحقيقي لسوزان تميم ليس هشام طلعت مصطفى ولا محسن السكري ،ولكن القتلة الحقيقيين هما أبوها وأمها إذ قتلوها مرات عديدة ،وانهما أساءا لها كثيرا واستغلاها باستمرار،فالأب رجل مادي له سوابق بالقضاء والأجهزة الأمنية .
اتهم عادل معتوق والدها بأنه كان يعمل في السفارة الإيطالية وأنه كان يستغل وظيفته في أعمال غير مشروعة مما دفع السفارة إلى فصله ، كما اتهمه بأنه يمارس السحر والشعوذة ،وان عبد الستار تميم تزوج خادمته لينقذ نفسه من الوقوف بين يدي القضاء.
دليل غارق
نفى عادل معتوق اتهامات عبد الستار تميم له بأنه خدع سوزان تميم وأنه أوهمها بحل مشاكلها مع زوجها الأول الذي كان يمنعها من السفر،إذ اتفق معها على كتابة عقد زواج بموجبه يمكنها السفر من داخل وخارج لبنان.
أكد أنه تزوج سوزان بعقد صحيح وفي تاريخ لاحق لطلاقها من زوجها الأول ،ولكن والدها أراد الاحتيال على ذلك وذهب إلى زوجها الأول ليقدّ م له رشوة 5000 آلاف دولار ،ليثبت عدم صحة زواج عادل معتوق من سوزان تميم.
كما أشار معتوق إلى أن سوزان تميم ندمت على بعدها عنه،وأنها اتصلت به قبل وفاتها بعدة شهور تطلب منه أن يسامحها ووعدته بأن تستجيب لكل ما يطلبه منها ،ولكنه كان يرفض التجاوب معها.
نجح في تغيير شهادة وفاتها
نجح عادل معتوق في تغيير شهادة وفاتها من عازبة بحسب إفادة والدها إلى متأهلة ويحصل على شهادة الوفاة وكل الأوراق المطلوبة لتأكيد موقفه في الادعاء المدني ، ويتسلم طلعت السادات وكالة رسمية من معتوق لتمثيله في المحاكمة.
في تطور جديد لمجريات قضية مقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم في دبي يوم 28 حزيران 2008 والمتهم بقتلها والتحريض على قتلها كل من ضابط أمن الدولة السابق محسن السكري ورجل الأعمال الملياردير هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات والرجل الثالث في لجنة السياسات، والتي ستنظرها محكمة جنايات جنوب القاهرة برئاسة المستشار محمدي قنصوة يوم 18 تشرين الاول.
حصل عادل معتوق زوج سوزان تميم بالفعل على نسخة من شهادة وفاة سوزان تميم الذي كان والدها قد سجلها في دبي بأنها عزباء على خلاف الحقيقة، حيث نجح في تعديل الشهادة وتصحيح حالتها الاجتماعية من عزباء إلى متأهلة أي متزوجة، وقد وصلت الشهادة بالفعل عبر الطرق الدبلوماسية عن طريق السفارة اللبنانية في الإمارات العربية إلى الخارجية ثم وزارة الداخلية اللبنانية التي أصدرت نسخة رسمية لمعتوق، وأن مكتبه سينتهي بعد عطلة العيد من توثيقها من الخارجية اللبنانية ومن السفارة المصرية في بيروت لتنضم لغيرها من الوثائق التي أرسلت بالفعل إلى محاميه الأستاذ طلعت السادات الذي تسلم هذا الأسبوع وكالة رسمية موثقة من عادل معتوق لتمثيله في المحاكمة كمدعي بالحق المدني.
بعد صمت طويل وصلت الرسالة حاملة التأكيد على أنّه الزوج الشرعي الوحيد
كأن قدر هذه الشابة ان تعيش حياة قلقة وغيرمستقرة تتقاذفها المشاكل والقضايا وأروقة المحاكم ومذكرات الاستدعاء والتوقيف من دون أن تستقر يوما لتركّز على خطواتها الفنية وبدلا من ان تكون فنانة من الصف الأول نظرا لتمتعها بصوت جميل وجمال اخاذ استطاعت ان تكون نجمة محاكم وقضايا من الطراز الأول ، لتختم حياتها بقدر غامض وغير واضح الدوافع والاسباب حتى الان لتقتل في ربيع صباها من دون ان تحقق نجومية فنية طمحت لها وسلكت طريقها الوعر المزروع بالصراعات والأشواك والسكاكين التي ادّت الى مقتلها وتشويهها.
وُلدت سوزان تميم في 23 أيلول 1977 ،عاشت في منزل جدتها بعد الانفصال المبكر لوالديها. تابعت سوزان دروسها الابتدائية في مدرسة مار يوسف الضهور، ومن ثم انتقلت الى ثانوية فخر الدين لإكمال دراستها الثانوية. في الثامنة عشرة من عمرها حسمت أمرها وقررت الانتقال للعيش مع والدتها التي بالغت في دلالها بعد فراق استمر سنوات طويلة وأصبحت والدتها فيما بعد صديقتها المقربة. دخلت جامعة بيروت العربية للتخصص في علم التجارة وهناك تعرفت الى زوجها الاول علي مزنر الذي كان ينتمي الى مؤسسة جاد لمكافحة إدمان المخدرات، وقد زار الجامعة لالقاء محاضرة فيها عن هذه الآفة. بعد زواجها منه تقدمت سوزان في العام 1996 الى برنامج استوديو الفن لهواة الغناء ونجحت عن فئة الأغنية الطربية الكلاسيكية وعرفت بصوتها القوي الذي رددت فيه أغاني ليلى مراد ووردة الجزائرية. كانت حينها في الحادية والعشرين من عمرها. بعد دخولها عالم الفن عرض عليها سيمون اسمر لعب دور البطولة في مسرحية »غادة الكاميليا« لجيرار افيديسيان بعد اعتذار المطربة مادونا يومها عن عدم اكمالها.
في العام 2000 تعرّفت سوزان تميم الى المنتج الفني عادل معتوق الذي تبناها فنياً وسافرت معه الى باريس حيث درست أصول الغناء الأوبرالي وبعد طلاقها من علي مزنر الذي ساهم المعتوق في تنفيذه بسرعة. تزوجت سوزان منه بعد ان ربطتها به قصة حب عاصفة. الا ان هذه القصة لم تلبث ان انتهت بمشاكل مادية واجتماعية سافرت سوزان على اثرها الى القاهرة ، حيث منزلها هناك قرب حي المعادي، ونتيجة لرفع معتوق دعاوى قضائية عليها في لبنان طالب لاحقاً نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من ممارسة أي نشاط فني في مصر، بل وبمنع القنوات الفضائية الفنية ومنها روتانا من بث أي أغاني أو كليبات لها. وبقرار من المحكمة، من القيام بأي عمل فني دون موافقته.
توضيح عاجل
نشرت وسائل الإعلام معلومات عديدة متعلقة بمقتل سوزان تميم تناولت تفاصيل بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع فقام عادل بالتوضيح فيما يلي :
أولا : »بداية يؤسفني أشد الأسف أن أتطرق إعلاميا« إلى علاقتي بالمغدورة زوجتي سوزان تميم بعد وفاتها وفي ظروف يلفّها بالغ الأسى والتأثر نتيجة تعرضها للقتل بهذه الطريقة النكراء «.
بالتالي أوضح أن الخلافات الزوجية فيما بيننا وما تفرّع عنها من نزاعات قضائية بقي ضمن إطار الإحترام والأصول والحرص على المحافظة على ما كان يربطنا من عيش مشترك ومودة .
هنا أتوجه إلى كافة الوسائل الإعلامية لتجنب أية إشكاليات وإلتباس وجوب الكف عن نشر أي أخبار ومعطيات وشائعات لا اساس لها من الصحة والإبتعاد عن التكهنات والتوقف عن إستغلال الحادثة الأليمة والتعاطي بالأمور الشخصية بخفة ومصلحة بهدف الحصول على سبق إعلامي وذلك حفاظا« على هيبة الموت وعدم الإساءة إلى روح الفقيدة وأطلب عدم إستباق التحقيقات القضائية والتي ستكشف الحقائق وتضع حدا« للأقاويل وهذا ما أكدنا عليه للعديد من الصحافيين والذين إجتزأ بعضا« منهم مقاطع مما نقلوه عن لساني والذين نربأ بهم توخي الدقة والمصداقية تحت طائلة إتخاذ التدابير القضائية المناسبة بحقهم وبحق كل من تسوغه نفسه تشويه الحقائق وتشييع الأكاذيب ونحتفظ بحق ملاحقة كل من يسرب أخبار عارية عن الصحة تسيء لي وللمرحومة .
أرادها ربّة منزل
ثانيا : »إنني وبهذه المناسبة قرأت في بعض الصحف أن سبب الخلاف هو على الإدارة الفنية للمرحومة سوزان تميم ولكن الحقيقة هي خلاف ذلك لأن أسباب الخلاف الأساسية كانت رغبتي بعد زواجي بالمرحومة سوزان تميم بأن تعتزل الفن وتتفرغ للحياة العائلية فما كان من ذويها سوى الإيعاز لها بالممانعة وترك المنزل الزوجي مما إضطرني إلى منعها من السفر والعمل على إستصدار القرارات القضائية الشرعية بهذا الشأن . لكن هؤلاء قاموا بتحريضها ومساعدتها على المغادرة بطرق غير شرعية إلى خارج لبنان وهم يتحملون اليوم نتيجة فعلتهم هذه« .
قمّة التقدير والاحترام
ثالثا:»إن صمتي خلال الأيام الماضية تحت وطأة الفاجعة وتفادي التصريحات الإعلامية بإنتظار جلاء الملابسات جرى تفسيره بصورة مغلوطة ومؤذية لغايات شخصية وبغيضة لدى البعض . إنما من الضروري التأكيد على إنني كلفت محاميا» خاصا« للتقدم بإدعاء وفقا« للأصول ضد مجهول وكل من يظهره التحقيق أمام السلطات القضائية المعنية في الإمارات العربية المتحدة وملاحقة القضية ومتابعة سائر الإجراءات المطلوبة حتى النهاية لكشف الحقائق وإنني سأوافيه إلى دبي في القريب العاجل خلال الأيام القليلة القادمة للوقوف شخصيا« على حقيقة الموضوع .
علما» بأنه لي ملء الثقة بأن المراجع الأمنية والقضائية المختصة في دبي لديها القدرة والكفاءة العالية لإكتشاف الجاني والقبض عليه والإقتصاص منه وإنزال اشد العقوبات به وبكل من يثبت ضلوعه بهذه الجريمة كما لا يسعني سوى الطلب بإلحاح من السلطات الإماراتية عدم تسليم جثة المغدورة لأي كان إلا بعد إنجاز كافة التدابير وإستجماع كامل الأدلة وإستكمال التحقيقات حفاظا« على حسن سير الدعوى ، شاكرا» جهودهم الفاعلة ومعربا« لهم عن تقديري وإمتناني لقيامهم بواجبهم على احسن ما يرام .
خيانة الأمانة
كان معتوق يلاحق سوزان تميم قبل وفاتها قضائيا منذ هروبها من بيروت إلى القاهرة في أوائل آذار 2003 بصفته زوجها، وكذلك لاحقها ولاحق الشركات التي كانت تريد التعامل معها بصفته المنتج الفني الذي تربطه بها عقود احتكار والذي دفع لها في مقابل ذلك مبالغ مالية طائلة، وكذلك لاحقها جنائيا بتهم تتعلق بخيانة الأمانة حيث أن سوزان تميم عند مغادرتها منزل الزوجية قد استغلت وجود زوجها في الولايات المتحدة الأميركية وقامت بالاستيلاء على مبالغ نقدية كبيرة من منزل الزوجية في بيروت ومن البنك باستخدام توكيل رسمي من عادل معتوق حيث بلغت جملة المبالغ التي حصلت عليها في غيابه أكثر من 600 ألف دولار، وقد حكمت إحدى المحاكم اللبنانية عليها غيابيا بالسجن لمدة عامين نظير ذلك، وقد كان اسمها مدرجا على قوائم الانتربول العربي، وقد اعتقلت بالفعل في القاهرة وجرى إطلاق سراحها باستخدام نفوذ هشام طلعت مصطفى.
الشرعى والقانونى
كما اكد معتوق ، انه الزوج الشرعي والقانوني الوحيد للفنانة الراحلة وانها كانت على ذمته عندما قتلت في دبي. وكذّب ما جاء في تصريحات للملاكم العراقي رياض العزاوي مؤخرا بأنه تزوجها في لندن، وقال انه بصدد تعيين محام في لندن لملاحقة العزاوي قضائيا بتهمة انتحال صفة زوج سوزان تميم.
اكد معتوق ان الراحلة لم يكن لديها اي وثيقة رسمية صحيحة تشير الى انها مطلقة. واعتبر ان تصريحات رياض استهدفت الاثارة وتحقيق ارباح مادية من وراء سوزان .
يذكر ان الملاكم العراقي اكد في تصريحات نشرتها صحيفة »صنداي تايمز« البريطانية انه تزوج سوزان وعاشت معه في لندن لعام ونصف العام، وكانت تتلقى خلالها تهديدات بالقتل، واتهم الشرطة البريطانية بالتقاعس عن حمايتها. وبعث معتوق بما قال انه وثائق رسمية تؤكد ان سوزان زوجته وشملت الوثائق بيان قيد افرادي صادرا عن وزارة الداخلية اللبنانية يفيد بان وضع سوزان العائلي متأهلة من عادل معتوق كما يشير وانها لبنانية منذ اكثر من عشر سنوات وانها من اتباع المذهب السني وان تاريخ الوثيقة يرجع الى الثاني عشر من كانون الثاني في العام 2006، كما اظهر شهادة زواجه الرسمي من سوزان وترجمة رسمية للغة الانكليزية عنها .
حياتها أغلى من موتها
اكد معتوق انه سيكلف المحامي كذلك بمتابعة موضوع تعرضها للتهديدات بالقتل في لندن ، الى جانب القضية التي كان رجل الاعمال المصري هشام مصطفى رفعها ضد سوزان في سويسرا لاسترداد اموال وهدايا منها تقدر بالملايين.
كان العزاوي قال في تصريحاته ان هشام مصطفى عرض على سوزان خمسين مليون دولار لتعود اليه والا فانه سيدفع مليون دولار لمن يقتلها. ورفض معتوق الاجابة عن سؤال حول طبيعة علاقة سوزان مع العزاوي.
كما ادعى معتوق قضائيا على هشام مصطفى بتهمة محاولة اغتياله في بيروت، وما زالت القضية منظورة امام القضاء اللبناني. وبحسب الصحيفة ذاتها فان معتوق سيقاضي كذلك المحامي المصري مرتضى منصور الذي صرح مؤخرا لصحف مصرية بأنه يملك ادلة على ان معتوق تعهد بقتل سوزان، وانه مستعد للإدلاء بالشهادة امام المحكمة .
نجمة أطفأتها السكاكين في وقت مبكر ما زالت حاضرة في شهادات الأزواج
تستمر قصة المغنية اللبنانية سوزان تميم تحت الأضواء بعد أن أخذها الموت إثر قتلها في 28 تمـوز 2008 ، وغالباً ما تكون »الأكثر رواجاً« بين اهل الفن في اخبارها على الرغم من رحيلها. فهذه النجمة التي اطفـأتها السكاكين في وقت مبكر، ما زالت حاضرة »تملأ الدنيا وتشغل الناس» تارة بما يكشف عن الجريمة المثيرة التي أودت بها ذات صباح في شقتها في احد الابراج المحروسة في دبي، وبالتفاصيل الاكثر اثارة عن محاكمة المتهمين بقتلها في مصر، الملياردير السياسي هشام طلعت مصطفى وضابط الشرطة المتقاعد محسن السكري، وتارة اخرى بما يكشف عن حياتها الملتبسة وثروتها الغامضة والصراع بين ورثتها وعلى ارثها وما شابه.
لن «تغيب» سوزان عبدالستار تميم عن الساحة لأشهر وسنوات آتية على الرغم من رغم»مرور الزمن« على سفك دمها في واحدة من اكثر الجرائم الفنية شهرة، فالجميع يتعقبون ما يرشح من احكام وقرارات ومراجعات مرتبطة بـ »حبل المشنقة«، وبالصراع المرشح للاحتدام بين اهلها وما يشاع عن »أزواج« لها على ثروتها، وهي ثروة فنية ومالية تتضارب المعلومات عن حجمها وسط اعتقاد بأنه «لا بأس بها».
ومع الحضور المتزايد لسوزان تميم اثر غيابها وتحول قتلها الى قضية »رأي عام« ضجت وسائل الاعلام بأخبارها ... أهلها ومحامون وأصدقاء لها. الجميع تحدثوا عنها وعن قضيتها، من يعرفها ومن لا يعرفها.
زواج عرفي
زعم مصدر قانوني ان الراحلة سوزان قامت باستخراج جواز سفر لها من السفارة اللبنانية في القاهرة بناء على مستندات مزوّرة تفيد بأنها مطلّقة، وذلك بمساعدة من هشام مصطفى بفضل نفوذه الواسع. وقال المصدر ان هشام تزوج سوزان عرفيا في السر بناء على تلك المستندات في العام 2005 بعد ان فشلت جهوده للضغط على معتوق لتطليق سوزان، ثم دفع مبلغا ماليا ضخما لها ولعائلتها كما ساعدها في تصوير عدد من الفيديو كليبات في سويسرا .
حسب المصدر نفسه، فان سوزان كانت استخدمت جواز السفر نفسه في سفرياتها، بعد ان كان معتوق منعها من السفر باعتبارها زوجته ما دفعها للهروب من لبنان الى مصر عبر سورية في العام 2003، فان نزاعا قضائيا يدور حاليا بين معتوق وعبد الستار تميم والد سوزان حول حالتها الاجتماعية في شهادة الوفاة الرسمية، والتي سيتحدد بناء عليها مصير الميراث الذي يقدر بملايين الدولارات . الجدير بالذكر أنّ علاقة سوزان مع معتوق بدأت عندما انتج اول البوم غنائي لها، وكانت مطلقة من زوجها الاول علي مزنر الا ان الطلاق لم يكن مسجلا بعد بسبب تبعات مالية كبيرة، وعندما قرر معتوق الزواج منها في العام 2002 قام بدفع تلك التبعات التي قيل انها بلغت مليون دولار. وطلب معتوق من سوزان بصفتها زوجته اعتزال الغناء والتفرغ للبيت رغبة منه في عدم اختلاطها بالوسط الفني الا انها رفضت، وقامت بتوقيع عقد مع شركة روتانا بعد هروبها الى مصر على الرغم من ارتباطها بعقد احتكار مع الشركة المملوكة لمعتوق، الا انه تمكن في النهاية من منع اذاعة اغانيها، ما يبرر عدم تحقيقها شهرة واسعة. كان والد تميم قد اكد في تصريحات ان سوزان لم تكن متزوجة من اي شخص عند وفاتها واكد ان العلاقة التي جمعتها مع هشام مصطفى كانت مجرد صداقة .
ناكرة للجميل
أكدت التحقيقات التي توصلت اليها النيابة عن العلاقة بين هشام والمطربة اللبنانية، ان هشام تعرّف الى سوزان اثناء اقامتها مع خالتها التي كانت تعمل في الفندق الذي يملكه، ثمّ تولّى رعايتها وساعدها بمبالغ مالية وصلت إلى ملايين الدولارات لتتمكن من الحصول على الطلاق من زوجها الثاني عادل معتوق، وانهاء عقد الاحتكار الفني الذي منعها من اذاعة اغانيها بالفضائيات دون إذنه. كما انه ساعدها كذلك في شراء الشقة التي قتلت فيها.
قال عادل معتوق الزوج السابق للمطربة سوزان تميم ان زوجته كانت تقيم في القاهرة تحت رعاية هشام مصطفى وحمايته.
أضاف، إن هشام كان يريد إجباره على تطليقها ليتزوجها هو وان سوزان كانت طوال فترة إقامتها في مصر تعيش في شقة تابعة لهشام في فندق الفورسيزونز وتواصل ارتباطها بهشام وعائلتها حتى أن شقيقها خليل كان صديقا لإبنة مديرة منزله وقيل انه خطبها، وهي نفسها الفتاة التي سقطت من الطابق ال27 من الفندق وبالتحديد من شرفة شقة خليل شقيق سوزان قيل وقتها أن الفتاة انتحرت.
وأكد معتوق أن أزمة كبرى نشبت بين هشام وسوزان تميم مع تردد اسميهما في أكثر من قضية أمام القضاء اللبناني وتوالي طلبات القضاء اللبناني للقبض عليها واستجواب هشام طلعت، فاضطرت المغادرة الى لندن ومنها سافرت الى دبي دون أن يعرف هشام ولجأت الى شخصية كبرى في دولة عربية، حتى أن البعض علّق بأن الصراع بين المليونير اللبناني عادل معتوق والمصري هشام طلعت انتهي لصالح شخصية كبيرة في احدى الدول العربية.
اعتبرها هشام ناكرة للجميل وغيرمقدرة لما بذله من أجلها من تضحيات حتى أنه غامر باسمه وسمعته بسببها، وأراد أن يعاقبها على استغلالها له ولاسمه وامكاناته ثم غدرها به والرحيل الى دبي، خاصة أنه ظل يبحث عنها بعد اختفائها من لندن حتى قبل 4 أيام فقط من مصرعها.
»أوصيك يا أخي بأمك«
عثرت شرطة دبي على وصية المطربة اللبنانية سوزان تميم التي لقيت مصرعها في شقتها التي قتلت فيها في حي الجميرا ، وأوصت فيها بمنح كل ما تملكه إلى والدتها وشقيقها ولم تذكر والدها، وطلبت منهما أن يحجوا نيابة عنها. كما عثرت الشرطة على ورقة صغيرة في الشقة تحمل عبارة»الزواج أو القتل«.
تدل الوصية والورقة الصغيرة على أن»القتيلة كانت متأكدة أنها معرضة للقتل، الأمر الذي دعاها لكتابة وصيتها وحملها معها إلى دبي قادمة من لندن قبل مصرعها بيومين«، مشيرة إلى أن الوصية مكتوبة بخط يدها وموقعة منها.
جاء نص الوصية كالتالي :»بسم الله الرحمن الرحيم ..إنا لله وإنا إليه راجعون - أوصي بأن تحوّل ملكية كل ما أمتلك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء بل كل ما أملكه بأن تنقل ملكيته إلى والدتي وأخي ولا أحد سواهما.
أوصيكم بأن تزكوا وتحسنوا وتطعموا وتكفلوا الأيتام والمساكين وتتبعوا سراط، (كما وردت في النص) الله المستقيم وتسامحوني إن أسأت إليكم وتدعو لي بالرحمة وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم وأن تكرموني في وفاتي«.
كماء جاء فيها»أوصيك يا أخي بأمك وبصلة رحمك وبالرحمة والعفو عند المقدرة والسماح والتسامح والبر بوالديك. أحبكم وأدعوا لكم بالرحمة فادعوا لي بها.. اتحدوا ولا تفرقوا على بركة الله وسنة رسوله والسلام عليكم وعلينا وعلى محمد وآله وصحبه. سوزان عبد الستار تميم«.
من مقاعد الدراسة الى أضواء الشهرة... علي مزنّر يفتح علبة الأسرار
وحده زوجها الاول علي مزنر نأى بنفسه عن الاعلام ولم ترصد له اي اطلالة، وبقي خارج »الشاشة« بعيداً عن الاضواء، على الرغم من انه كان »شريك حياتها« في المشوار الذي قادها من مقاعد الدراسة الى اضواء الشهرة كـ »مشروع نجومية« اصيب بـ »كسوف مبكر«.
علي مزنر، زوج سوزان تميم فتح قلبه وأرشيفه وذكرياته الحلوة والمرة في اول اطلالة اعلامية له. تحدث وبـ »التفاصيل« عن مشواره مع بنت الجامعة التي أصبحت نجمة، من لقائهما الاول عند »حبيبته« الى ما اشيع عن ملابسات طلاقهما، مروراً بالكثير من »الابيض والاسود« في تجربتهما المليئة بالاثارة كحبيبين وزوجين ورفيقين الى عالم الشهرة وخصمين لدودين في المحاكم قبل افتراقهما المعلّق حتى مصرعها.
لم يكن سهلاً في بادئ الامر »العثور« على علي مزنر، وإقناعه بفتح »علبة اسرار« لطالما ابقاها طي الكتمان، ولكن بعد تقفي اثره وتعقبه »استسلم« وقلّب دفتر الذكريات بورودها والأشواك. كان من الصعب إقناعه بالعودة الى ماضٍ لا يحلو له استعادته ، وبعد جهد جهيد كرّت مسبحة المحطات التي استرجعها »عن ظهر قلب«.
فمن زواجهما «السري» الى خلافاتهما العائلية، ومن اكتشاف صوت سوزان بالصدفة الى الحياة القاسية وشغف العيش، ومن إمساكها للمرة الأولى بـ »ميكروفون« الى فوزها بالميدالية الذهبية، ومن اسفارها الاولى الى صراعه مع امها، ومن هروبها من بيته الى مسلسل الدعاوى بينهما، من التهديدات التي كان يتلقاها الى الاغراءات لطلاقهما، وصولاً الى سفرها »من خلف ظهره« الى باريس، محطات يرويها مزنر بـ «كل شاردة وواردة» عن قصة حياته مع تميم التي تحولت الى حكاية. انها حكاية الصعود من الهاوية الى الهاوية.
بدأت»على الخفيف«
لم تكن سوزان تميم تتوقع الانتقال من الحياة الصعبة الى »تحت الاضواء« وربما لم تكن مهيأة لهذه «النقلة» في حياتها، تماماً كما هي حال زوجها علي مزنر.
فبعد طفولة في »عائلة مفككة«، على حد تعبير مزنر، نتيجة لطلاق والديها، وزواج سري من مزنر عينه يوم كانا في مقتبل العمر وسوء علاقتهما بأهلهما، وجدت سوزان نفسها قبلة الانظار بسبب صوتها الجميل وتأديتها الاغنيات الطربية بحرفية وشكلها الجميل واطلالتها المحببة.
وقبل فوزها بالميدالية الذهبية في »استديو الفن« كانت سوزان بدأت بإحياء حفلات »على الخفيف« وبعده انتقلت كهاوية الى ميدان الاحتراف، حفلات »خمس نجوم« في لبنان وأسفار الى الخارج، و»المطربة« التي بدأت بأجر لا يتجاوز الـ 50 دولاراً اصبحت تستحق اجوراً تليق بنجوميتها.
وبدا من الخط البياني لسوزان تميم في حياتها الفنية والخاصة ان الصعود اللافت حمل بذور سقوطه. خصوصاً ان سرعان من دبّت الخلافات بينها وبين علي الى حد الافتراق، ثم ابتعدت ولم يكن رصيدها الفني يعتد به كزملاء لها استطاعوا مراكمة الاعمال والنجاحات. وكان لافتاً انه بعد »استديو الفن« و»غادة الكاميليا« ذاع صيت سوزان تميم عربياً وكان لها صولات وجولات في عدد من البلدان.
علي يتذكّر...
كانت حفلاتنا في دمشق من دون مواعيد مسبقة. يتصلون بنا من فندق »متروبوليتان« او »شيراتون« في العاشرة قبل الظهر فنجهز انفسنا وتكون السيارة في انتظارنا عند الثالثة بعد الظهر ثم نصل الى دمشق في الخامسة او السادسة مساء ونرتاح حتى الحادية عشرة ليلاً ثم تحيي سوزان الحفلة. كنا إما نعود الى بيروت في الليلة نفسها ونرتاح في منزلنا وإما نبيت في الفندق نفسه ونعود صباح اليوم التالي.
كما اذكر ان الاجر الاعلى كان عشرين الف دولار عن الحفلة الواحدة. دُعينا ذات مرة الى دبي لإحياء حفلة زفاف شيخة كانت شاهدت سوزان على التلفزيون واعجبت بها. ابلغونا بالامر قبل يومين من الموعد فسافرنا الى دبي ونزلنا في فندق خمس نجوم. في التاسعة مساء، وصلت سيارة »ليموزين« لا يقل طولها عن 15 متراً وترجل منها رجلان، الاول، فتح الباب لسوزان والثاني، فتح الباب لي. كانت المرة الاولى التي نستقل فيها سيارة مماثلة. تطلعت سوزان اليّ واخذت تضحك. ثم احيت الحفلة التي لم استطع دخولها لانها كانت للنساء فقط. فيما كانت سوزان تغني اقترب مني رجل وسلّمني عشرين الف دولار نقداً، ثم اعطاني خمسة آلاف دولار اضافية قال انها هدية لسوزان لانها ادهشت الحاضرين. كل ذلك حصل وسوزان لا تعرف الاجر الذي ستتقاضاه. وفي طريق العودة الى الفندق سألتني سوزان »هل قبضت الاجر؟«، اجبتها »نعم«، فسألت »ما قيمته؟«، اجبت »25 الف دولار«، فعلّقت «ماذا فعلت لكي يعطوني 25 الف دولار؟« واضافت »الفقراء يكدون طوال النهار ليقبضوا عشرة آلاف او عشرين الف ليرة لبنانية (الدولار يساوي 1500 ليرة لبنانية). اما انا فأعتلي المسرح واكون فرحة ومرتاحة وانال عشرين الف دولار. لا عدل في هذه الحياة«. يومها، قررت سوزان ان تتولى امر اسرة معوزة على ان تتكفل كل نفقاتها من مأكل ومشرب وكلفة تعليم. وقصدنا فعلاً احدى الجمعيات الخيرية وابلغناهم مشروعنا وزودناهم عنواننا، وكانوا يتصلون بنا هاتفياً وندفع كل شهر نحو 500 دولار مقابل تولي امر عائلة من اربعة اولاد اضافة الى الام. وفي الاعياد كنا نرسل مئتي دولار اضافية.
بدأت تفقد تواضعها
بعد عودتنا من دبي، قصدنا متجراً في شارع الحمراء وابتعنا ثياباً لي ولها. كذلك، اعطت امها الفي دولار واشترينا كمية كبيرة من الهدايا. اذكر انهم رحبوا كثيراً بسوزان لدى وصولها الى مطار بيروت ودخلنا من دون تفتيش. كان الجميع يحبون سوزان لصدقها وعفويتها.
بقي معنا من المبلغ نحو 15 الف دولار بعدما انفقنا عشرة آلاف. الواقع ان سوزان لم تتردد في انفاق المال هي التي عاشت الحرمان طويلا، لكنني خفت عليها ان تضيع وبت اشعر انها تفقد توازنها وتركيزها. لقد بدأت تتغير ولم تعد سوزان التي تعرفت اليها في الجامعة. تبدّلت تصرفاتها وأصبحت تستهتر بالامور بحجة انها سوزان تميم فقط. واذكر انها قالت لي مرة »لا اريد ان ازور اقرباءك، فهم يدعونك فقط لان زوجتك سوزان تميم«. بدا لي واضحاً انها بدأت تفقد تواضعها. أضحت تتأثر بكلام الناس عن رحلاتها الى مصر وبملاحقة الصحافة لها اينما كانت.
»اللبن اسود«
سيطرت عليها مغناطيس امها، فقط طلبت من سوزان ان تعيش معها بحجة انها حرمت اياها في الماضي ووعدتها بالا تتدخل في حياتنا الزوجية. لا ادري اذا كان شعور الام صادقاً، لكنني لاحظت مع الوقت ان سوزان باتت منحازة الى امها وتقتنع بكل ما تقوله. فاذا قالت الام »اللبن اسود« تقول سوزان »اللبن اسود«، فأتدخل قائلاً »كيف ذلك يا سوزان، اللبن ابيض»، فتجيبني »كلا، امي لا تخدعني وتريد مصلحتي«. وفي مرحلة لاحقة، اصطدمت مع سيمون اسمر بسبب امها. كان ارسلنا الى متجر ثياب في منطقة الكسليك »كسروان« لتجرب سوزان فستاناً اختاره لها لتظهر فيه على التلفزيون. رافقتنا امها الى المتجر حيث اقنعتها بشراء فستان غير الذي اختاره اسمر. ويوم التصوير غضب سيمون كثيراً وقال لي «ألم اقل لكم ان تشتروا الفستان الذي اخترته انا؟ اعرف ان الفستان الذي اشترته سوزان اجمل، ولكن الفستان الآخر سيظهرها امام الكاميرا بصورة رائعة، خصوصاً ان ظهورها مسجل وليس حياً«. اخبرته ما حصل فقال لي «عندما اقول لكم شيئاً عليكم ان تأخذوا بكلامي لانني اعرف جيدا ماذا افعل ولانني احبكم واريد لكم النجاح«. واضاف »اذا ارخيت العنان لام سوزان لتتدخل بينكما فستفشل علاقتك معها«.
دعمها علي مزنر ووقف الى جانبها فغنّت له »القلب يحب مرة ما يحبش مرتين«
شكلت تجربة »استديو الفن« بإشراف المخرج سيمون اسمر نقطة انطلاق سوزان تميم نحو الشهرة، وكان علي مزنر الى جانبها في هذا المشوار الذي بدا »واعداً« بشهادة اسمر عينه ولجنة التحكيم في البرنامج.
بعد توقيع العقد، خاضت سوزان المرحلة ربع النهائية ونجحت فيها بعدما غنت »شعوري ناحيتك« لوردة الجزائرية. ادتها باحساس كبير وتأهلت الى التصفيات نصف النهائية. وقبل ذلك، اتصل سيمون اسمر بالزوجين ودعاهما الى اجتماع معه. وفوجؤا هناك بوجود اربعة اشخاص آخرين: هادي يونس ورامي عياش وهيثم زياد وفارس كرم.
في مطعم »ثمار البحر«. اجتمعوا على الغداء وقال سيمون اسمر للقيّمين على المطعم »اعدوا طاولة سمك لأولادي النجوم المستقبليين«. تحدث اليهم، كما يتحدث الاب الى ابنائه. هكذا تعامل معهم وقال: »استطيع ان اعطي كل انسان بحسب طاقاته ولا يمكنني ان اعطيه فوق هذه الطاقات. انا سأستفيد من ذلك ولكن فائدتكم انتـم قبل فائدتي. اذا اردتم ان تسيروا وفق السكة التي رسمتها لكم فانتم الرابحون، ولكن اذا رفضتم فستفشلـون انتم وليس انا«. واضاف: استديو الفن الان شارف على نهايته واذا وجدت لجنة التحكيم انكم لا تستحقون الميدالية الذهبية فلن تمنحكم اياها. لكنني في كل الاحوال سأتعاون معكم لانني ارى انكم ناجحون. الخطوة العملية الاولى التي سنقوم بها هي اعطاؤكم خمس سيارات رباعية الدفع كل واحدة بلون.
كأننا في حلم
هذا الحديث الذي دفع سوزان وعلي أنّهما في حلم، مضيفاً:" لم نصدق ان سيمون اسمر يقول كل ذلك. خلال تلك الجلسة، وصل وزير السياحة الى المطعم فصافح سيمون اسمر. الحق انني اسميه »الاب« سيمون اسمر لانه حرص على معاملة سوزان كالاب. تابع اسمر كلامه قائلاً: عندما تنهون غداءكم ستتوجهون الى معرض للسيارات في منطقة طبرجا »ساحل كسروان« ويختار كل منكم سيارة من طراز «رانج روفر»، ثم تعودون الى المكتب وتحصلون على بعض المال لتشتروا لانفسكم بعض الألبسة. واذا احتاج اي منكم الى اموال اضافية ارجو الا يتردد في الطلب. ثم خاطبنا سوزان وانا: انتما تقطنان في بلدة الغازية »الجنوب« واذا اردنا ان نسمعكما لحنا او اغنية علينا ان ننتظر ساعتين لتصلا الى بيروت. اسمعاني جيداً، يجب ان تستأجرا منزلاً في بيروت. فاجبته: لكننا لا نملك المال. فقال لي: »لا تفكر في موضوع المال. عندما تصل الى المكتب، حدد لي المبلغ الذي تحتاج اليه لتتمكن من استئجار شقة في بيروت«. ثم احضرت الى طاولة سيمون اسمر مجموعة لا تعد ولا تحصى من الاسماك. كان يحب السمك كثيراً وقال للحاضرين: »السمك يجمل الصوت، اكثروا من تناول اللحم الابيض«.
»رانج روفر« بقيمة 25 الف دولار
بعدما انهينا الغداء توجهنا الى معرض السيارات كما طلب منا. هناك، اخترت سيارة لونها جردوني. واذكر ان رامي عياش اختار الاسود وهادي يونس اختار الاخضر وهيثم زياد اختار البني وفارس كرم اختار الرمادي. لا استطيع نسيان هذا المشهد. قبل ان ندفع اي مال لصاحب المعرض احضر لنا عقود بيع تمهيداً لتسجيل السيارات باسمائنا. وقد سجلت سيارتنا لاحقاً باسمينا، اي باسم علي مزنر وسوزان تميم بالتوافق بيننا. ثم غادرنا المعرض مستقلين السيارات الجديدة وتوجهنا الى المكتب. هناك، كان ينتظر كلاً منا مغلف فيه خمسة آلاف دولار منها الفان لتسجيل السيارة وثلاثة الاف للنفقات الاخرى. اما مغلفنا سوزان وانا فكان يحوي ثمانية آلاف دولار اضافية بدل استئجار شقة في بيروت. تسلمنا الاموال ووقعنا ايصالاً بذلك وورقة تفيد بتسلمنا السيارات. نزلنا من المكتب كأننا في حلم. فقد بات لنا سيارة »رانج روفر« بقيمة 25 الف دولار اضافة الى 13 الف دولار اخرى. اذكر انه مع نزولنا درج المكتب كنا سوزان وانا ننظر الواحد الى الآخر مصدومين. سألتني سوزان: هل نحن في حلم؟ فقلت لها: كان حلماً واصبح حقيقة. سيارة الرانج باتت باسمي وباسمك والناس بدأوا يعرفوننا. توجهنا الى الغازية لنشرح الوضع لجيراننا، فهؤلاء كان لهم فضل علينا واطعمونا وألبسونا ولم يقصروا حيالنا. كنا اربعة بيوت في المبنى حيث نقطن، لكننا عشنا كبيت واحد. اتصلنا بهم وطلبنا منهم ان يستعدوا. ثم مررنا بمطعم في الغازية وطلبنا طعاماً بنحو 400 دولار ودفعنا له واعطيناه العنوان ليوصلها الينا. وصلنا الى المنزل فصدم الجيران. فقد ذهبنا من دون سيارة وعدنا بسيارة »رانج«، وذهبنا شبه مفلسين وعدنا بـ »عزيمة« عامرة. بدأت الاسئلة والاجوبة كأننا في مخفر. اخبرناهم ما حصل ففرحوا لفرحنا وقالوا لنا: تعاملوا مع سيمون اسمر بصدق تصلوا الى ما تريدونه. وكان رأينا سوزان وانا ان العمل مع هذا الرجل سيوصلنا الى نجاحات لا حدود لها. في اليوم التالي، سجلت السيارة الجديدة في الدوائر الرسمية ثم ذهبنا سوزان وانا لشراء ثياب.
الشهرة لها ضريبتها
كنت قد اختلفت مع اهلي بسبب زواجي من سوزان، وقررت ان اعيد المياه الى مجاريها واذهب اليهم، خصوصاً ان وضعي قد تحسن الان ولم يعد ثمة سبب لاستمرار الخلاف. فكرت ان يتولى عمر منصور ابن عمتي الوساطة بيني وبين والدي لانه لم يقاطعني مثلهما وظل يقف الى جانبي. ابي كان متديناً جداً، واليوم ادرك بعد مرور كل هذه الاعوام انه كان على حق في ضوء المشاكل التي واجهتها لاحقاً وادت الى انفصالي عن سوزان تميم. لقد قال لي: هذه الطريق ليست طريقنا ولا تلائم لا بيئتنا ولا ديانتنا ولا اخلاقنا. اذا كنت تريد ان تبني عائلة فلن تستطيع ان تبنيها في هذه الاجواء. قد يبني المشاهير عائلة وينجبون اولاداً، لكنهم يظلون متعبين. فالشهرة لها ضريبتها والمال الوافر له ضريبته. كان يرى ان المال الذي نجنيه يعتبر حراماً من وجهة نظر الشرع. لكنني كنت متهوراً في تلك الآونة، ولم استجب دعوة ابي وامي اللذين كانا يقولان لنا سوزان وانا: اخرجا من هذه الاجواء وعودا الى الجامعة والعلم. لقد تزوجتما رغماً عن ارادتنا، لكنكما تظلان ولدينا. اما اهل سوزان فكانوا يعتبرون انني اريد استغلالها وانني دفعتها الى الاشتراك في »استديو الفن« لأجني المال عبرها. على الرغم من كل ذلك، ظلت سوزان حنونة وكانت لا تكف عن الكلام على اخيها وعلى المعاناة التي عاشتها امها مع ابيها جراء ظلمه. لم اتمكن من تسوية الامور مع عائلتي وظلت علاقتنا سيئة لان ابي اصر علينا ان نترك اجواء الفن. حتى انه قال لي مرة: اذا استمررت في الفن فلست ابني ولا اعرفك. لكنني كنت اراهن دائماً على ان عاطفته ستغلبه وسيحن قلبه مجدداً.
لا يفرقنا الا الموت
استاجرنا منزلاً في منطقة الحمراء »غرب بيروت« قبالة مخفر حبيش. كان ايجاره الشهري 500 دولار فدفعنا ستة آلاف دولار عن عام كامل. كانت شقة في الطبقة الثامنة من برج كبير وابتعنا ثياباً جديدة وانتقلنا من الغازية الى بيروت. خلال وجودنا في العاصمة، شاركت سوزان في التصفيات نصف النهائية من »استديو الفن«. اخترت لها كل الاغنيات التي ستؤديها باستثناء اغنية واحدة لشادية اختارتها هي. كانت اغنية »القلب يحب مرة ما يحبش مرتين«، وحين سألتها عن سبب هذا الاختيار قالت انها ستؤدي هذه الاغنية من اجلي لانني دعمتها ووقفت الى جانبها وكل ما وصلت اليه كان بفضل تشجيعي لها. واضافت: »ان شاء الله نبقى الواحد مع الآخر ولا يفرقنا الا اجل واحد هو الموت. في تلك الفترة ازداد تعلقنا الواحد بالآخر«.
نصيحة الشريف الى سوزان : »الشهرة والمال رائعان لكن حذار الكذب والسرقة والاحتيال«
كانت سوزان زوجة مخلصة بكل معنى الكلمة، لا يغريها المال ولا يهمها ان يلفت جمالها وصوتها انظار الناس. لم تكن قد بدأت بعد مرحلة الشهرة الفعلية، لكنها كانت قد اخذت تلفت الانظار مع ظهورها المتكرر في حلقات »استديو الفن« حلّت التصفيات نصف النهائية، فأدت الاغنية التي اختارتها «القلب يحب مرة ما يحبش مرتين« وابدعت. في تلك الحلقة، اشاد بها عضو لجنة التحكيم وليد غلمية وقال انها تجمع الطلة والصوت والحضور. في الحلقة الختامية غنّت »ليه خلتني احبك«، فغنتها والميدالية الذهبية تزيّن صدرها. في تلك اللحظة، بدأت رحلة الشهرة.
استحقت سوزان فوزاً مرموقاً باعتراف الجميع. وكان من شأن هذا التطور في حياة سوزان وعلي ان يؤسسا لمرحلة جديدة نحو الصعود الرائع لكنه المكلف في آن معاً.
إلاّ أنّ مزنر كشف ان حياتهما طالها التغيير بشكل كبير بعد النجاح الذي حققته تميم حيث تبدلت أحوالها المعيشية بعد ان وفّر لهما أسمر كل شيء من مسكن وملبس وسيارة جديدة، وأضاف:»بعد نجاحها أصبح لدى سوزان هاجس العظمة حتى ان والدتها التي كانت لا تعرف عنها شيئاً بعد زواجهما أصبحت مهتمة بها وتتدخل في كل أمورها حتى الفنية واجبرتها على الطلاق منيّ بشهادة سوزان التي اخبرته بذلك بدعوى انّه سوف اسحبها من الفن«.
واعترف مزنر ان سبب الطلاق لم يكن فقط اجبار والدتها على فعل ذلك وانما بسبب التغيير الذي اصاب شخصيتها بعد النجاح الكبير الذي لاقته معلقا:»سوزان متقلبة بشكل كبير جدا ومن قبل موضوع دخولها الفن«.
»ستفرقع اعلامياً«
لاحظ سيمون اسمر ان ثمة ضغطاً كبيراً على سوزان لجهة الحفلات، ولم يعد يلائمه ان تبقى في بيروت نظراً الى المسافة البعيدة التي تفصل علي وسوزان عنه، فطلب منهما ان يتركا الشقة ويستأجرا شقة اخرى في بلدة دلبتا(كسروان) التي يقيم فيها. كثرت حفلات سوزان وبات اسمر يهتم بها اكثر من سواها. انتقلا الى دلبتا وازدادت ايضاً اسفارهما خصوصاً الى مصر وسورية. في موازاة ذلك، طلب اسمر من سوزان ان تقصد رفيق حبيقة بهدف تهذيب صوتها، فتلقّت في منزله في الاشرفية دروساً في السولفاج. يضيف علي:»كنا ننفذ بنود العقد بحذافيرها، ولم يسمح اسمر سوى لايلي فغالي بان يصفف شعر سوزان. اما الازياء فكانت تصمم فقط لدى فؤاد سركيس. وحين لاحظ حضور سوزان اللافت على المسرح، طلب منها ان تتعلم الرقص على يد فؤاد خوري. في تلك الفترة طرأ موضوع جعلنا ننتقل الى موقع اكبر في غضون شهر فقط. كانت الفنانة مادونا تقدم مسرحية »غادة الكاميليا« من تأليف جيزال زرد واخراج جيرار افيديسيان، وحصل سوء فهم بين مادونا والقيّمين على العمل علما ان انتاج المسرحية كان مدفوعاً سلفاً. قصد افيديسيان سيمون وأسمر وسأله اذا كان لديه البديل، فقال اسمر «نعم لدي«، فسأله جيرار »من؟«، فاجاب »سوزان تميم«، فقال جيرار »التي فازت في استديو الفن؟«، فاجاب اسمر «نعم«، فسأله جيرار ايضاً «كيف يمكن ان نلتقيها؟«، فأجابه »سآتي بها«. اتصل بنا اسمر وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة والنصف ليلاً وسألني «اين انت؟«، قلت »في دلبتا«، فقال »تعال انت وسوزان الان، حتى لو كنتما في ثياب الرياضة«، فقلت »لماذا؟«، فاجاب »زوجتك سوزان ستفرقع اعلامياً«. ذهبنا اليه فقال اسمر لسوزان »هل تعرفين ان تمثلي؟«، فاجابته «لم امثل من قبل«. اذكر ان افيديسيان ابدى اعجابه بسوزان كشكل، لكنه قال انه لن يقتنع الا اذا شاهد نتيجة التدريبات. تواعدنا معه من اجل ذلك، ففوجئ كثيراً بان هذه الفتاة التي لم تمثل قبلاً تمكنت من حفظ دور مطربة وممثلة مثل مادونا خلال 15 يوماً فقط. كانت مدة المسرحية ثلاث ساعات، وكان التركيز كله على البطلة نجمة المسرحية التي عليها ان تمثل وترقص وتغني.
تبرءة مادونا
وافق جيرار افيديسيان على ان تخلف سوزان مادونا، خصوصاً ان جسمها قريب من جسم مادونا وتبين ان الفساتين التي كانت معدة لها تلائم مقاس سوزان. اطلقت حملة اعلانية مفادها ان سوزان تميم هي «غادة الكاميليا«، وفي ليلة الافتتاح دعوت من اريد ودعت سوزان ايضاً من تشاء وحضر عدد كبير من الفنانين. وقبيل بدء المسرحية فوجئنا بان فساتين سوزان كلها ممزقة في شكل متعمد من أعلى الى أسفل في حين ان ازياء سائر الممثلين لم تمس. صدمت سوزان بعد كل الجهد الذي بذلته. كان سيمون اسمر في المسرح، فسارع الى الصعود على الخشبة ورافقه ممثلون آخرون منهم جورج خباز حاملين الثياب الممزقة واخذ الناس يصفقون. عندها قال اسمر للحاضرين :»سنحاول ان نفتتح العرض الليلة«. اتصل بفؤاد سركيس طالباً منه اصلاح الفساتين بما تيسر وكنت اعطيه الفستان تلو الآخر بحسب تسلسل المشاهد. طبعاً، لم يجد الجمهور صعوبة في الانتظار لانه علم بما جرى. المهم اننا تمكنا من عرض المسرحية وانعكس هذا الامر ايجاباً على سوزان في اليوم التالي، فصحافيون كثيرون نسبوا هذه الحادثة الى مادونا بحجة انها تريد الوقوف في وجه مطربة جديدة حلت مكانها. لكن مادونا اتصلت بسوزان ثم تحدثت اليّ قائلة »يا علي، لست صغيرة لكي اقوم بهذه الحركات«، طالبة مني ان ابرئها امام الصحافة، فقلت لها «لا اعرف ما اقول لك. انا متأكد انك لست الفاعلة لكنني لا استطيع ان اجعل سوزان تقول للصحافيين ان مادونا ليست الفاعلة لاننا نجهل من قام بذلك«. بعدها، نشأت صداقة بيننا وبين مادونا ودعتنا الى العشاء في »مركز ابراج« حيث كانت تقيم. أصرّت مادونا على نفي ضلوعها بما حصل، فأكدنا لها اننا نصدقها ولا علاقة لنا بما تكتبه الصحافة. المهم ان سوزان استمرت في المسرحية واشادت الصحافة بموهبتها على الخشبة رقصا وغناء وتمثيلاً.
الشهرة والمال رائعان
بات لبنان والعالم العربي يعرف سوزان تميم واخذت تتلقّى عروضاً سينمائية لكنّها كانت ترفض. في احدى المرّات، اتصل صاحب مقهى «غران كافيه« في الروشة «علي« وكانت تربطه به صداقة متينة. قال انه يريد ان يعرفهما الى نور الشريف. جهزا انفسهما لملاقاته واكتشفا ان نور الشريف على المستوى الشخصي ابعد ما يكون من التكبر والعجرفة، فهو انسان بسيط ومتواضع وعاطفي. في لقائهما الثاني معه ابلغهما انه يريد ان تكون سوزان بطلة لفيلم ضخم الى جانبه حين تتاح الفرصة. فوجئا بهذا الكلام وضاع الاختيار بين التمثيل او الغناء. وقال نور ايضاً «هذا الموضوع ليس مرتبطاً بموعد محدد فاذا عرض علي فيلم الان ووجدت ان سوزان يمكن ان تشارك فيه فساتصل بكم«. كما قدم الى سوزان بعض النصائح مؤكداً ان الشهرة والمال رائعان، ولكن حذار ان يستخدم الفنان شهرته للكذب والسرقة والاحتيال لئلا ينقلب الناس عليه ويكرهونه. والواقع ان سوزان تأثّرت بكلامه كثيراً وظل عالقاً في ذاكرتها، ومن يومها بدأت الصداقة مع هذا النجم الساطع.
عشرون وثلاثون الف دولار
طرحت فكرة ان تؤدي »دويتو« مع راغب علامة وكان راغب مرحِّباً، لكن سيمون اسمر رفض لانه كان على خلاف معه. كما لفت نوال الزغبي اهتمام اسمر الكبير بسوزان، والصحافة كانت دائماً تقارن بين سوزان الطفلة ونوال النجمة. كان ثمة مشروع اخر مع عاصي الحلاني، وقد تعرفا اليه حين دعاه اسمر مع زوجته الى «نهر الفنون«. قال سيمون يومها علي »اذا تمت المصالحة مع عاصي الحلاني وجددت عقدي معه اعدك يا علي بان سوزان ستفرقع بين ليلة وضحاها لاننا سنطلب من نزار فرانسيس وسمير صفير ان يعدا دويتو لعاصي وسوزان«. لكن المشروع لم ينفذ لان العقد بينهما لم يجدد. كان اسمر راضياً عن سوزان غنائياً وتمثيلياً. لكنه اراد ان يعد لها اغنيتين خاصتين لتنجح ويرتفع اجرها في حال تلقت عرضاً سينمائياً. فقد اراد ان تمتاز اولاً بصفة المطربة ثم الممثلة. لم يتوقف اهتمامه بها وكان يختار لها فقط الحفلات ذات المستوى المرموق. اعتقدت سوزان يومها انها لم تعد مطلوبة، لكن اسمر قال لها »يجب ان تصبري ليصل اجرك الى عشرين وثلاثين الف دولار«.
»انا كده لما احب «
في احد الايام اتصل سيمون بهما ودعاهما لزيارته ليعرّفهما الى الملحن صلاح الشرنوبي الذي كان في بيروت. كانت علاقته مع علي مباشرة لانه وجد انّه نشيط وقادر على اتخاذ القرارات، في حين كانت سوزان دائمة الخوف من الفشل والسقوط. تعرّفا الى الشرنوبي فابلغهما ان لديه اغنية لسوزان، فاكد له اسمر انه لن ينجز ألبوماً كاملاً ويفضّل ان يطرح اغنية واحدة ليرصد صداها عند الناس. يقول علي:»كانت الاغنية الاولى لسوزان »انا كده لما احب «، غنتها وكانت تنظر اليّ، ثم قالت لي انها اختارتها لمكافأتي على وقوفي الى جانبها. ذهبنا الى استديو بودي نعوم لتسجيل الاغنية ففوجئنا بوجود الفنانة نانسي عجرم وامها. كان هذا اول لقاء بين سوزان ونانسي لكن الصداقة بينهما لم تستمر.
»كنتُ أعيش مع إنسانة هاجسها الموت... تضحك حين يحزن الجميع وتحزن عندما يضحكون«
اقترح سيمون اسمر ان تصور سوزان اول فيديو كليب لها واراد ان تظهر فيه ببراءة مرتدية فستاناً عادياً وان تكون على سجيتها بكل شيء. وفعلاً صُوّر الكليب على هذا النحو.
في تلك الفترة، تحسنت الامور في علاقة سوزان وعلي مع أهله بواسطة ابن عمّه عمر منصور الذي أقلّ علي في سيارته الى مكان عمل ابيه، حيث تحدث اليه وقال له انهما يعملان في الفن بشرف واذا اعترضتهما صعوبات فسينسيا الفن وأهله. كان هذا اللقاء كفيلاً لإعادة المياه الى مجاريها وارتاحت سوزان الى هذا الوضع الجديد واحبها اهل علي كثيراً لانهم وجدوها بريئة ومحترمة. وحين قرروا تصوير اغنية »انا كده لما حب« كان على علي ان يستعد لامتحانات السنة الثانية في الجامعة فعاد الى الغازية ليدرس هناك، فيما استقرت سوزان في بيت اهله وتولى شقيقه احمد مزنر ادارة اعمالها بدلاً منه. وخلال تصوير الكليب اتصلت به للاطمئنان الى اخباره واخبرته ان الامور تسير بشكل جيد. لقد شجعته على العودة الى الجامعة لانها لم تكن قادرة على ذلك في ظل انشغالاتها الفنية، وكانت تزوره في الغازية ،تحمل اليه الطعام والحلوى وتعرض ان تنام عنده، لكنّه كان يرفض بغية التركيز على الدرس. كان الحي كله يتجمع في منزلهم عندما تصل، فالكبار والصغار يريدون مشاهدتها.
قصّة شرف وكرامة
كان علي يرفض ان يقبّلها المعجبون احتراماً له، وقدّرت سوزان هذا الامر كثيراً. يقول علي:«كنا مرة في احد فنادق دبي، فرنّ جرس الهاتف، ردت سوزان وقال لها احدهم »هل يمكنك النزول الى بهو الفندق لنتكلم قليلاً« فأجابت »حسناً، لكن زوجي علي هو الذي سيتحدث اليك«. نزلت بالنيابة عنها وقال لي الرجل »اتمنى الا تسيء فهمي. سوزان مطلوبة لإحياء سهرة خاصة واجرها سيكون 150 الف دولار. ستغني وتعود الى الفندق في ساعة متقدمة، ولكن لا يمكنك ان تكون معها«. فهمت ما يرمي اليه فأجبته »اتحدث اليك الان بالنيابة عني وعن زوجتي. هذا الموضوع غير وارد فاذهب وفتش عن غيرنا لاننا لا نتنازل عن شرفنا وكرامتنا. وحين اخبرت سوزان بما جرى غضبت جداً«.
يذكر علي أنّ هناك متعهد حفلات اسمه عادل كانوا قد التقوه مراراً وكان يتصل به عدّة مرات في اليوم الواحد ثم يقول له «اعطني سوزان اريد ان احييها». وحين شعرت سوزان بان نيته غير سليمة تشاجرت معه على الهاتف وطلبت منه الا يتصل بها مجدداً على هاتفها الخاص رافضة التعاون معه من اجل حفلات. كما كان هناك ايضاً شخصية سياسية لبنانية معروفة اتصلت بسوزان وعرضت مالاً عليها، فغضبت بشدة وقالت لهذا الشخص «يا عيب الشوم عليكم، اذهبوا الى زوجاتكم المحللة عليكم ولا تنظروا الى من ليس حلالكم«. هذه الامور اثرت سلباً بسوزان وباتت تشعر بان الناس لا يلتفتون الى صوتها بل الى جمالها فقط. فعمل علي على تهدئتها واكّد لها ان هناك جمهوراً كبيراً يحب صوتها وهو الذي سيكملان معه مسيرتهما. الواقع ان هذه الحوادث تكررت كثيراً وتركت اثراً سلبياً لدى سوزان لانها فتاة محافظة، تربت على التقاليد على الرغم من الخلاف بين ابيها وامها.
سأموت سواء اليوم او غداً
«لم تغب مسحة التشاؤم عن كلام سوزان. كانت تستخدم عبارات مثل »قد لا انجح« و»قد تتركني«، وحين نكون في الطائرة كانت تقول »قد تقع الطائرة ونموت« اما اذا كنا في السيارة فتقول »قد نتعرض لحادث ونموت«. كان الموت هاجسها الدائم«.ويتابع علي كلامه ويتذكّر:» كنا نسهر سوزان وانا في احد المقاهي وكان يوم ممطر. وفي طريق عودتنا الى منزلنا في الحمراء انزلقت السيارة بسبب الامطار وتحطم الزجاج من جهتي فاصيبت بجرح في يدها واصبت انا في رجلي. اتصلنا بصديقي حسن نجم ليأتي ويقلنا وبعدما قام بذلك قالت لي »لن اموت الا في حادث سير«. وفي العام 1996 كنا في منزلنا في الحمراء نشاهد مسلسل فوقعت هزة قوية وركضت مثل المجنون خشية ان تهوي الثريا عليّ. اما هي فاستمرت تشاهد المسلسل كأن شيئاً لم يحدث، فسألتها »ألم تخافي؟«، فقالت لي »ولماذا اخاف، في النهاية سأموت سواء اليوم او غداً«. وفي اليوم التالي، وقعت هزة اخرى أثناء الغداء وتكسّرت الصحون. المفارقة انني كنت خائفاً جداً في حين كانت سوزان تضحك. الواقع انني كنت اعيش مع انسانة مضطربة، تضحك حين يحزن الجميع وتحزن عندما يضحكون. كنت اعيش ايضاً مع انسانة هاجسها الدائم الموت.
العرّابة
لم يمض وقت طويل حتى طلبت الام سيارة، فقال علي لسوزان »صحيح ان لدينا مالاً، ولكن لا تنسي ان نفقاتنا كثيرة فاي فستان تشترينه لا يقل سعره عن ثلاثة آلاف دولار واي حذاء لا يكلفنا اقل من 500 دولار«. استنتجت سوزان انّ علي يكره امها، وتعزز لديها هذا الشعور مع قول الام لابنتها انّه استغلها واصرارها في الوقت نفسه على موضوع السيارة. بدأت المشاكل بينهما تتراكم وتولّد لديه اقتناع بان عليه ابعادها عن امها. لكن تعلّق سوزان بوالدتها ازداد، وقد استغلت الام هذا الامر لمصلحتها وسعت الى توسيع الهوة بينهما لتحلّ مكان علي وتصبح هي عرابة سوزان.
يقول علي:» كانت الام تحرض سوزان عليّ ، وكانت تتظاهر بانها مسكينة وضعيفة لتستدر عاطفة سوزان اكثر، والله وحده يعلم ما كانت تخفيه في نفسها. عندها، قررت ان امنع سوزان نهائياً من متابعة مسيرتها الفنية لانني شعرت بانها ستضيع، خصوصا في وجود امها التي احمّلها وحدها امام الله مسؤولية ما حلّ بابنتها«.
محاولة فاشلة
أصبح من الصعب ان يعيش علي مع سوزان تحت سقف واحد، فاتّصل باهلها وطلب منهم ان يتفاهموا لحل مشاكلهم. جاء والدها وشقيقها واعمامها ومختار المنطقة التي يقيمون فيها اضافة الى اقرباء للزوج، وخلال الجلسة صدر من والدة سوزان كلام جارح جداً بحق عائلة علي كأنها تريد ان »تطفش« ابنتها. هذا ما ردّده علي ويتابع:» ادّعت سوزان المرض بتحريض من امها، وسرعان ما اكتشفت انها تخرج من المنزل وهي في احسن حال. الحق ان والدها كان شهماً الى ابعد حدود، فقد اعتبر انه يمكن معالجة الامر بهدوء ووعد بترتيب الامر مع ابنته لاعادة المياه الى مجاريها. كما رحّب بفكرة عدم استمرار سوزان في طريق الفن.
في اليوم التالي، فوجئ علي بان سوزان رفعت شكوى عليّ. فقد جاءت الشرطة وطلبت منه الحضور الى المخفر حيث تبيّن له انها تتهمه بااتعرّض لها والضرب. كان ثمة تقرير وضعه طبيب شرعي لاثبات ذلك، لكنه كان حافلاً بالتناقضات وساد لديه اعتقاد ان الامر كله صنيعة الام التي تسعى الى الضغط عليه لاجباره على الطلاق، لكن المحاولة فشلت.
من ادّعى على من؟
بعدها، تقدّمت سوزان بدعوى الى المحكمة الشرعية طالبة الطلاق. لكن المحكمة ردّت الدعوى لعدم صحة الادعاء. لم يكن علي موافقاً اصلاً على موضوع الطلاق فيوضح السبب:» لانّني لا أريد تدمير علاقتنا ومنزلنا، ولكن بدا ان امها تريد هذا الطلاق باي ثمن. ادّعوا عليّ ايضاً انني اقوم بتشغيل جسد زوجتي، واحضروا شاهدة تبيّن فيما بعد انها راقصة وصديقة لسوزان، فلم يؤخذ بكلامها. خلال الجلسات في المحكمة، اتهمتني سوزان بانني اريد ارغامها على البقاء في مجال الفن، فجرحتني بهذا الكلام وتأكّدت اكثر ان المال والشهرة اعميا بصيرتها. قضت المحكمة بان تتم المساكنة بين الزوجين، ثم سارعت الى الحصول من المحكمة الشرعية على منع سفر معجل بحق سوزان فلم تعد قادرة على مغادرة لبنان واوصدت جميع الابواب في وجهها. حاولوا بعدها اجباري على الطلاق عن طريق التهديد. فقد اتصل بي شخص اسمه روجيه وقال لي »اذا لم تطلق سوزان خلال 48 ساعة فلن يعرف احد مكانك«. فادّعيت عليه وأوقفته الشرطة. لكنّ الملف أُقفل وأُفرج عنه في اليوم ذاته بعد تدخل شخصية سياسية كبيرة.
الام خطّّطت والزوج الاول هدّد والآخر زوّر... فضاعت الحقيقة ومعها سوزان
بدأ العد العكسي لعلاقة علي مزنر بزوجته سوزان تميم، بعد التدخل المتزايد لأمها في شؤونهما، بحسب مزنر، وسرعان ما تحول الامر الى دعاوى قضائية واتهامات. طلبت سوزان الطلاق بعدما اتهمته بضربها، ربح حكم المساكنة بحقها ومنعها من السفر الى ان غادرت بيروت من خلف ظهره ايذاناً بمرحلة جديدة اكثر اثارة.
فتصرفات والدة سوزان حيال عائلة علي دفعته لان يشتكي عليها في النيابة العامة بتهمة اقتحام منزل اهله وسرقة مال منه واخذ زوجته عنوة. لكنّه تراجع عن الشكوى لان عبد الستار والد سوزان وعده بتجاوز الازمة مشترطاً عليه ان يمنع زوجته من الاحتذاء بوالدتها، وكان هذا مطلب علي في الاساس.
بعد الخلافات بين علي وسوزان، وبعد أن ردّ طلبها بالطلاق وعلى اثرها انهالت عليه التهديدات والصوت لرجل على رقم الهاتف 633099-632424، وبما أنّه خشي من تنفيذ التهديد كما أنّه لم يرغب بالطلاق، جاء طالباً تكليف ومخابرة مديرية الهاتف بمراقبة خطّ التلفون الخاص به وأتخذ حق الادعاء ضد مجهول بجرم تهديد بالقتل طالباً اجراء المقتضى القانوني بالفعل بعد كشف هويته مع التحفظ لجهة العطل والضرر.
حضرة المدعي العام الاستئنافي في بيروت المحترم
المدعي: علي حسين مزنر
المدعى عليه: مجهول
موضوع الشكوى: تهديد بواسطة الهاتف
طريق مسدود
تراكمت المشاكل اكثر وحاولت مادونا والياس الرحباني اصلاح الامور بينهما من دون جدوى. كان علي لايزال يخشى على سوزان من الضياع، فتقدّم بدعوى مساكنة جديدة في المحكمة الشرعية، وبعد ثلاثة اشهر قضى الحكم بان تساكن سوزان تميم زوجها علي مزنر، واذا تخلفت عن ذلك تعتبر امرأة ناشذة بحسب المذهب الجعفري. استأنفت سوزان الحكم، فاعادت المحكمة العليا برئاسة القاضي حسن عواد المحاكمة وصادقت في النهاية على القرار الاول وألزمت سوزان مجدداً مساكنة زوجها. هنا، باتت سوزان في ضياع تام وشعرت بانها وصلت الى طريق مسدود.
بعدها، علِم علي بان سوزان تستعد لإحياء حفلة في احد مطاعم منطقة المعاملتين ، فاستحصل على قرار بمنعها من الغناء وبعث الى اصحاب المطعم بنسخة منه مهدداً بالادعاء عليهم في حال اقاموا الحفلة، وبالفعل تم الغاؤها. ثم علِم ان امها اعدت لها حفلة خاصة في فندق »شيراتون« في سورية، فقصد صديقه نقولا كرم شقيق الفنانة نجوى كرم وكان يعلم ان صداقة قوية تربطه بادارة الفندق. توجها معاً في سيارته الى دمشق واطلعا الادارة على الحكم الصادر بحق سوزان، فشعروا بانهم خدعوا خصوصاً ان والدة سوزان كانت ابلغتهم انها مطلقة.
خطّة متقنة
لكن الام لم تيأس ودبّرت مكيدة جديدة في ما يأتي وقائعها: اراد والد سوزان ان يأخذها من بيت امها تنفيذاً لحكم المساكنة، فاتصل به الفنان الياس الرحباني ودعاه الى غداء في منزله لمصالحته على سوزان ووالدتها. وصلت علي الى المنزل وكان بين الحاضرين ممثل مصري معروف باتقانه رياضة الكاراتيه. تعاتب كلا الطرفين واوهموا علي ان لا نجاح لسوزان الا بادارته فصدقتهم. كما دعاهم الممثل المصري الى القاهرة لتمضية شهر عسل جديد وليعرفهم الى منتج سينمائي يريد ان تكون سوزان نجمة احد افلامه، وطلب منه الممثل ان يرفع قرار منع السفر عن سوزان. وفي اليوم التالي اتصلت به سوزان ودعته الى تناول العشاء في منزل امها في عائشة بكار « لتسوية كل الامور. قصد منزلهم فعاملوه كأن شيئاً لم يحدث بينهم. ثم اصروا عليه ان يشرب كوب عصير كانت والدة سوزان اعدته ولم يعرف بعدها ماذا حصل له. في اليوم التالي، توجّه الى المحكمة الشرعية وطلب السماح لسوزان بالسفر، فأنّبنه الجميع ونبهوه الى ان في الامر مكيدة من والدتها التي ستعيد ابنتها الى الغناء ولكن في الخارج. لكنّه لم يكترث واصرّ على الحصول على اذن السفر في اليوم نفسه، ثم توجّه الى منزل والدتها وسلّمها الإذن. وبعد دقائق هاتفته سوزان فاعتذر عن عدم التحدث اليها لانّه كان منشغلاً وطلب منها معاودة الاتصال لاحقاً. لكنها لم تتصل، فهاتفها ليلاً على رقمها الخلوي فكان مغلقاً. وبعد تدقيق، علم بما حيك ضده وعرف ان سوزان وامها هربتا الى فرنسا.
deal or no deal
وقّعت سوزان عقداً بواسطة خالها المقيم في باريس مع فندق في الشانزليزيه يملكه عادل معتوق، واستقرّت مع امها في احدى غرفه. كان لا بد من علي ان يتابع اخبار امرأة لا تزال زوجته وفي حقها حكم مساكنة، وتمكّن من التعرف الى صحافي من قريته يعمل في فرنسا وكلّفه التقصي عن سوزان، فأخبره ان عادل معتوق يهتم بها ويسيّر امورها. في تلك الفترة، ادّى علي خدمة العلم. ثم ابلغه احد معارفه ان شخصاً اسمه عادل معتوق يريد التحدث اليه، فقال له »هذا هو الشخص الذي تغني زوجتك عنده« ووافق. اتصل به معتوق مساء واخبرنه ان سوزان تغني في فندقه فقال له علي »كيف تسمح لها بذلك وهي على ذمة رجل وهاربة من بيتها الزوجي«، فدعاه عادل للحضور الى باريس ليتكلما بالامر فرفض علي. ثم تابع مدير اعماله شوقي معتوق الموضوع معه وسأله »ماذا تطلب ليتم الطلاق؟«، فأجاب »ان تعود سوزان الى بيتي«. واجتمع بعد ذلك بعادل معتوق في مكتبه الكائن في »سنتر مشخص« قرب فندق »سان جورج« فعرض عليه عشرة آلاف دولار ليطلّق فرفض. وحاول مراراً اغرائه عبر مدير اعماله فلم يصلا الى نتيجة. ولأنه ظل على علاقة بسوزان، رفع علي عليها دعوى زنا لانها لا تزال على ذمتّه وتساكن رجلاً آخر. كانت سوزان قد اقامت عقد زواج شرعي مع عادل معتوق، وبذلك أصبحت متزوجة رجلين، الاول، بموجب عقد شرعي وقانوني والثاني، بموجب عقد شرعي.
قبل وبعد...ما الفرق؟
في العام 2006 وبعدما ساءت علاقة سوزان بعادل معتوق ادّعت على علي وعليه بانهما تواطآ معاً لتزوير وثيقة طلاق علي منها بحيث يكون تاريخها سابقاً لتاريخ زواجها من معتوق. هذه الدعوى لا تزال قائمة حتى اليوم، فاذا ثبتت صحة طلاقه منها يصار بعدها الى اثبات صحة زواجها من عادل معتوق، اما اذا ثبت ان الطلاق مزوّر فعندها يكون زواج عادل معتوق من سوزان تميم باطلاً وغير شرعي وتكون لا تزال على ذمة زوجها علي مزنر. هذا غيض من فيض المعلومات والوثائق التي تتصل بهذا الملف، ويمكن ان يصار الى كشف اسراره في مرحلة لاحقة.
تقرير الطبيب
جاء في افادة الطبيب الشرعي الدكتور عدنان دياب الاخصائي في الجراحة بعد معاينته لسوزان تميم ما يأتي:
لدى معاينتي يوم الثلاثاء في 25/11/1997في الساعة الثالثة بعد الظهر للسيدة سوزان عبد الستار تميم المولودة سنة 1977 رقم السجّل 191 مصيطبة، وبناء لطلبها والتي تدّعي بأنها تعرضت للاعتداء بالضرب بالايدي والارجل من قبل زوجها المدعو علي حسين مزنر في منزل اهله حيث تسكن في رأس النبع مقابل العاملية طابق 4 وذلك في الساعة العاشرة مساءً من يوم الاثنين في 1997/11/24 وبعد الكشف عليها تبين انها مصابة بـ:
- رضوض وتورّمات موضعية في الرأس من القمة والخلف والجانبين.
- رضّة وتورّم وتجمع دموي في مهجر العين اليسرى مع اضطراب في النظر فيها وحساسية على الضوء ودوخة عند تعرضها للضوء مما يستوجب المعاينة من اخصائي لتقدير مدى اصابتها.
- آثار ضربات في الظهر والكتفين والعين والورك تستدعي التعطيل الكامل لمدّة ثمانية ايام من تاريخه مع التحفظ لجهة العين اليسرى واي اشتراعات قد تحصل نتيجة الرضة فيها.
بين أوراق الدعاوى والطّلاق المزوّر ظهر طفل مجهول المكان أمّا هويته »علي وسوزان«
إن تاريخ 1/12/2009 سينضم الى واحد من »التواريخ« المثيرة في ملف سوزان تميم المتشعب. لا سيما في الجوانب الملتبسة المتعلقة بزيجاتها وحملها وورثتها وما شابه.
لم يشأ علي مزنر »القفز الى المستقبل« في حكايته مع سوزان، خصوصاً ان المسألة التي تعنيه هي في يد القضاء، لكنه ألمح الى انه ما زال زوج سوزان »شاء أم ابى«، لافتاً الى مستجدات قد تخلط الاوراق، معلقاً على بعض التعليقات التي تناولت »قصتهما« هو وسوزان، لا سيما في شأن حملها منه وما شابه.
كما حظي كلام علي عن حمل سوزان باهتمام القراء لا سيما من الموكلين المتخاصمين في دعاوى تتصل بقضيتها بسبب احتمال وجود مولود من علي مزنر، لأن ثبوت هذا الامر قد يعيد خلط الاوراق في مسألتي التعويض والميراث، فما حقيقة هذا الامر؟
لم تكن في نيتي اثارة هذا الموضوع او ذاك علماً ان هذه المسألة لو كانت من قبيل التجني لتعرضت لملاحقة قضائية، وعلى الاقل من ذويها، علماً انّه لم يبرز سوى دعوى كانت الراحلة سوزان رفعتها ضده وانتهت بقرار تثبيت زواجهما حماية للجنين بعدما تأكدت سوزان وهيئة المحكمة بأن دعواها كانت حقيقية من خلال الأدلة والبراهين. واذا تبنت الجنايات القرار بإدانة مزنر بتزوير طلاقه من سوزان، فهذا يعني انه ما زال زوجها، وتالياً فإن اي زيجات لها لاحقا ستُعتبر باطلة.
طلب طلاق
حضرة فضيلة قاضي بعبدا الجعفري المحترم
طالبة الطلاق: سوزان عبد الستار تميم.
الاقامة: بيت والدها، الشياح شارع المصبغة، ملك كمال كزما الطابق الاول. المطلوب طلاقها من: علي حسين مزنر الاقامة رأس النبع، تجاه العاملية، شارع عمر بن الخطاب، بناية الفران، الطابق الرابع.
الدعوى: طلب طلاق.
الموضوع: ان المدعى عليه علي حسين مزنر هو زوجي الشرعي لا يوجد تفاهم ولا انسجام بيننا وهو يضربني ضرباً مبرحاً ويتصرف تصرفاً غير انساني.
لذلك، أطلب من فضيلتكم تعيين جلسة قانونية ودعوته لهذه المحكمة واجراء طلاقي منه على الوجه الشرعي بسبب تصرفاته غير الانسانية وبسبب ضربه لي المتكرر ومعاملته السيئة.
وفيه تشكلت هيئة المحكمة بتاريخ 1997/12/9 من القاضي الشيخ حسن مرمر والقاضي حسن الخطيب. فتحت الجلسة علناً لذوي كلا الطرفين فحضر المدعى عليه ولم تحضر المدعية وطلب المدعى عليه رد الدعوى لعدم صحتها القانونية ولعدم قانونيتها وعليه تقرر ارجاء الجلسة للتدقيق الى يوم الثلاثاء الواقع في 1998/1/20.
عرض القضية على السيد فضل الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله العظمى،
السيد محمد حسين فضل الله دام ظله
السلام عليكم مولانا، انه لمن المؤسف والمخجل حقاً ان تتضمن اللائحة المقدمة من زوجتي سوزان تميم وكيلها المحامي عمار عمار، ادعاءات وافتراءات اقل ما يقال فيها انها مزيفة، وعارية عن الصحة على الاطلاق، لانها تضمنت وقائع مغايرة للحقيقة تماماً، وتقلبها رأساً على عقب.
وذلك: وصولاً لمبتغاها، والحصول على الطلاق، لطموحها الاساسي الذي كانت تنشده، وهو ان يكون الطلاق سبيلاً لتحريرها من الزواج، والعودة الى عالم »الفن والغناء«.
ويتأكد ذلك من الحقائق التي سوف ادلي بها، والتي تدحض كل مزاعم المدعية، وفقاً لما يلي:
أولاً: تدلي المدعية بأنها تعرفت عليّ على مقاعد الدراسة، وان زواجي منها كان بطريقة الخطيفة، ومن دون علم وموافقة اهلها، فهذا صحيح.
لكن يبدو ان المدعية لم ترغب في الادلاء بأسباب هذا الزواج، الذي حصل بسبب هروبها من بيت والدتها، ولجوئها اليّ زاعمة انها لا تريد العودة ابداً الى بيت امها، والا فسوف تسيح في البلاد، وان اسباب هروبها ليس فقط خلافها الدائم مع امها، بل ومن جراء جوّها العائلي المتفكك، اذ كانت قبل سنة قد هربت من بيت والدها، وقرّرت العيش مع والدتها المطلّقة، ثم دبّت الخلافات بينهما، وذلك لأسباب كنت اجهلها، لأنني لم اكن بعد على معرفة بها، ثم لما تعرفنا الى بعضنا، وارتبطنا برابطة الحب، اطلعت على اوضاع حياتها وما تعاني به من المشاكل، فكان محتماً، تحت تأثير عاطفة الحب ان استجيب لطلبها، وأعقد زواجي عليها على شريعة الله تعالى ورسوله الكريم.
وانني اترك لاقرار المدعية نفسها في محضر التحقيق لدى مفرزة الشرطة القضائية في بيروت بتاريخ 1996/7/31، ما يثبت صحة اقوالي، بارادة وتصميم المدعية عدم العيش مع امها او ابيها، وتفضيلها العيش معي، اذ صرحت حرفياً في المحضر:
»انني امرأة راشدة لنفسي، وطالبة جامعية، ولا ارغب في اي حال من الاحوال العودة الى كنف والدي او والدتي. اذ ان الخلاف بينهما ادى بي الى تعلقي بزوجي علي مزنر وتفضيلي العيش معه على اخرين«.
شئت او ابيت
يقول علي:» بصراحة ما ازال انا زوج سوزان تميم وسيثبت ذلك، شئتُ او ابيتُ، في القريب العاجل. وانا على استعداد ان اتناظر اعلامياً وعلى شاشات التلفزة مع مطلق اي شخص يدّعي بزواجه من سوزان. علّ تلك الحادثة الاليمة التي جرحت البعيد قبل القريب تكون سبباً لصحوة ضمير كل من يدعي بزواجه منها، فهي الآن في دار الحق ولا تجوز عليها الا الرحمة وقول الحق عنها«.
وما تبقّى من سوزان، كثرة المحاكم لأن ورثتها حلوا مكانها.لأنه حتى تاريخ هذه اللحظة الدعاوى قائمة فيما يتعلق بمسألة الزواج والطلاق ولم يبتّ بها القضاء حتى تاريخه في انتظار »المستجدات« الجديدة.
ابتعدت عن الاضواء في الوقت الذي انشغل العالم بمتابعة جريمة قتل سوزان وتداعياتها لأن ليس لي علاقة بقتلها لا من قريب ولا من بعيد، فكنت في فترة حداد حتى مرت الذكرى السنوية لرحيلها. »كما قرأت لها الفاتحة بعيداً عن الاضواء«.
ما اتمناه هو مصافحة هشام طلعت
»حدسي واحساسي يتنبآن بالبراءة للسيد هشام طلعت مصطفى، فهو اكبر وأغنى من ان يلوث تاريخه السياسي والاقتصادي العريق بالدم«. وفي رأيي ان قصة سوزان تميم ستكون شبيهة بالاغتيالات التي تحيكها الاستخبارات العالمية. ما يعني ان القاتل سيظل طليقاً بينما سوزان وحدها تعرف من قتلها والسر دفن معها. وما اتمناه هو مصافحة هشام طلعت يوماً لتهنئته بخروجه مرفوع الرأس من محنته فالظلم لا يبيت الا قليلاً.
ماذا بعد؟
المفاجأة ليست في خبر القضية ولكن في القنابل التي فجرها علي مزنر في حواره. لقد اعترف مزنر بأنه زوّر أوراق الطلاق من سوزان تميم وأنها ماتت وهي علي ذمته. وإذا كان ما اعترف به صحيحا فهذا يعني أن عادل معتوق ليس زوجها كما يعرف الناس جميعا. يعني أيضا أن من حق»مزنر« أن يرث سوزان. المفاجأة الأكبر ان علي مزنر اعترف بوجود ابن سري لسوزان تميم من صلبه لكنه لن يكشف عن مكان وجوده الان.
القاتل والمُحرّض »مجرم« قانوناً و»عضو في المجلس الأعلى« و»ضابط أمن«
بعد أن تناولنا الحديث عن عائلة سوزان تميم وردات فعلهم، بعد أن حاول معتوق اتهام أهلها ببيعها، بعد أن حاول علي مزنر اثبات أنّه الزوج الشرعي والقانوني الوحيد. ففي معترك هذه الاحداث ورد اسم هشام طلعت ومحسن السكري مرّات عدّة وخصوصاً أنًهما متهمان بقتل سوزان تميم، فما حقيقة هذان الشخصان؟
كان اسم طلعت مصطفى اقترن للمرة الاولى بسوزان تميم في أواخر العام 2005 بعد الدعوى الشهيرة التي أقامها ضده عادل معتوق زوج الفنانة اللبنانية بتهمة التحريض على قتله بالاشتراك مع سوزان ووالدتها.
وقد نفى طلعت في حينها أي علاقة له بالقضية، واعتبر أن اقحام اسمه هو نوع من الابتزاز والتشهير، بينما كان معتوق يتهم والدة سوزان وشقيقها بالتخطيط لقتله بسبب رفضه تطليق سوزان.
هشام طلعت مصطفى عضو في المجلس الأعلى للسياسات أبرز لجان الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم والذي يرأسه جمال حسني مبارك ويشغل منصب وكيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى، ويمتلك واحدة من أكبر شركات التنمية العقارية في مصر وتقدّر ثروته بالمليارات، وأدّى توقيفه وإحالته إلى محكمة الجنايات الى انهيار سهم»مجموعة طلعت مصطفى» في البورصة المصرية.
أما المتّهم الأول والذي نفّذ الجريمة محسن السكري فكان ضابطاً سابقاً في الشرطة المصرية وتقاعد ثم عمل في شركات خاصة، كما أنّه عمل ضابط أمن في فندق»فورسيزنز« الذي يملكه مصطفى في الغردقة.
هبوط حاد
سارعت مجموعة طلعت مصطفى، إلى تعيين رئيس جديد لمجلس إدارتها خلفاً لهشام طلعت مصطفى هو شقيق الأخير طارق طلعت مصطفى الذي صار رئيساً لمجلس الادارة وعضواً منتدبا للمجموعة بدءاً من الثاني من ايلول. وأدى نبأ إحالة مصطفى إلي التحقيقات بتهمة التورط في مقتل سوزان تميم إلي هبوط حاد لسهم المجموعة مسجلا أدنى مستوى له علي الإطلاق منذ إدراجه بالبورصة ، وهبط سهم الشركة إلى 4,99 جنيه بنسبة هبوط تجاوزت15٪ خلال التعاملات قبل أن يغلق على 5,36 جنيه بعد تداولات قياسية على السهم بلغت نحو48,8 مليون سهم.
وبعد إعلان القرار بساعات قليلة، عقد مجلس إدارة مجموعة»طلعت مصطفى القابضة« التي تدير أعمالا بمليارات الدولارات اجتماعاً طارئاً أعلن على إثره تعيين شقيقه طارق رئيساً لمجلس إدارتها وعضواً منتدباً لها اعتباراً من 2 أيلول بإجماع الأصوات. إن قرار الإحالة قد يؤدي إلى حالة ذعر بين المواطنين الحاجزين في مشروعاتها العقارية، وقدرت هذه الحجوزات في مشروع مدينتي وحده بـ22 مليار جنيه.
من جانبه، قال حاتم نصار مستشار الاتصالات بالمجموعة إن الرئيس الجديد هو رئيس لجنة الاسكان بالبرلمان وإنه يتمتّع بسمعة طيّبة، ومن المتوقع أن يؤدي تعيينه على رأس الشركة إلى طمأنة المستثمرين.
جاء قرار النائب العام المصري بإحالة مصطفى والسكري للجنايات على عكس كل التوقعات التي شاعت في مصر خلال الأسابيع الماضية، التي كانت تشير إلى أنه سيتم طي صفحة القضية وإبعاد هشام طلعت عنها نظرا إلى نفوذه السياسي، بالإضافة إلى تأثيره الاقتصادي، إذ إنه يرأس أكبر الشركات العقارية في مصر ويعد أحد أهم أثريائها.
قبل اعتقاله، دشّن طلعت مصطفى حملة إعلانية ضخمة كلفته عشرات الملايين في محاولة لإثبات أنه لا علاقة له بما حدث وشراء بعض الأصوات الضعيفة في شارع الصحافة، علماً بأنه نفى في السابق أي علاقة له بمقتل المغنية اللبنانية.
بيان النائب العام
قال البيان الصادر عن مكتب النائب العام المصري أن المتّهم الأول محسن السكري قتل المجني عليها سوزان عبد الستار تميم عمداً مع سبق الإصرار، وقام بمراقبتها ورصد تحركاتها في لندن ثم تتبعها إلى دبي، حيث استقرت هناك.
أقام المتهم الأول بأحد الفنادق قرب مسكنها واشترى سكينا وتوجه إلى مسكنها وطرق بابها زاعماً أنه مندوب عن الشركة مالكة العقار الذي تقيم فيه ليسلمها هدية وخطاب شكر من الشركة، ففتحت له باب شقتها، فانهال عليها بالسكين محدثاً بها عدة إصابات لشل مقاومتها، وقام بذبحها قاطعاً الأوعية الدموية الرئيسية والقصبة الهوائية مما أودى بحياتها.
أضاف البيان أن الجريمة تمت بتحريض من المتهم الثاني هشام طلعت مصطفى مقابل حصول المتهم الأول منه على مبلغ مليوني دولار نقدا مقابل ارتكاب تلك الجريمة.
كما أشار البيان إلى أن المتهم الأول حاز بغير ترخيص سلاحاً نارياً »مسدس ماركة GZ عيار 6.35«.
المحرّض والقاتل...مجرم
في ما يتعلق بالمتهم الثاني هشام مصطفى ذكر البيان، أنه اشترك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في قتل المجني عليها انتقاماً منها، وذلك بأن حرّضه واتفق معه على قتلها واستأجره لذلك مقابل مليوني دولار، وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها وسهّل له تنقلاته بالحصول على تأشيرتي دخوله للمملكة المتحدة ودولة الإمارات.
لفت بيان النائب العام المصري إلى أنه بتاريخ 6-8-2008 ورد كتاب انتربول أبو ظبي بشأن طلب التحري عن المتهم الأول لارتكابه واقعة قتل المجني عليها في إمارة دبي، وتم ضبط المتهم المذكور وأمر النائب العام بإجراء التحقيقات في مكتبه الفني وطلب كل المعلومات وإجراءات الاستدلال وصورة التحقيقات التي أجرتها السلطات القضائية في دبي بشأن تلك الواقعة.
فور ورودها تم استجواب المتهم الأول، وأشار في أقواله إلى دور المتهم الثاني في هذا الحادث، وقد اتخذت النيابة العامة جميع الإجراءات القانونية التي يفرضها القانون والاتفاقيات الدولية واستخدمت صلاحياتها في حظر النشر فيها استناداً لسلطاتها المقررة قانوناً، كما أمر النائب العام بإدراج أسماء المتهمين على قوائم الممنوعين من السفر، وتم استصدار إذن من مجلس الشورى لاتخاذ الإجراءات الجنائية ضد المتهم الثاني لكونه عضواً بالمجلس وتم استجوابه واستكمال كل إجراءات التحقيق القانونية للوصول إلى حقيقة الواقعة.
إعلان النائب العام سبقه بثلاثة أيام، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، نزع الحصانة البرلمانية عن مصطفى بموافقة قطب الحزب الحاكم صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، بالإضافة إلى اعتقال النائب المصري واحتجازه في مكان آمن لحين إتمام المحاكمة، خوفاً من تمكنه من الفرار للخارج.
قال مصدر قضائي:»أقوال المتهم السكري تدينه وتدين رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، لأن الأخير حرض وخصص أموالا لقتل سوزان تميم«. وحسب بيان الاتهام فان طلعت مصطفى دفع مليوني دولار للسكري لتنفيذ جريمة القتل انتقاما من سوزان تميم.
منقووول....جريدة الديار!!
ربي يرحمك حبي
ردحذف